بين المال ونظرية المؤامرة ..هل ستغير السعودية شكل كرة القدم؟

ديلي سبورت عربي – إنكلترا

ربما فقط اللاعبون الذين يسعون للحصول على عقد يضمن لهم راتباً عالياً في نهاية مسيرتهم قد يتم إغراءهم بالانتقال إلى المملكة العربية السعودية

فانضم الفرنسيان نغولو كانتي وكريم بنزيمة إلى كريستيانو رونالدو في المملكة العربية السعودية , لكن البرتغالي روبن نيفيز ، البالغ من العمر 26 عاماً ، كسر القاعدة بانتقاله للدوري السعودي للمحترفين رغم انه مازال شابًا. حسب ماذكرت صحيفة الديلي ميل اللندنية.

السعودية واثقة من قدرتها على جلب أفضل نجوم اللعبة

كانت ليلة جمعة مثيرة في الرياض ، بعد ستة أشهر من شراء المملكة العربية السعودية لنيوكاسل ، فلم تكن الحشود التي اكتظت بالطرق الترابية و مقاهي الشيشة هي أبعد ما يفكر فيه جمال لاسيليس وآلان سانت ماكسيمينت لاعبي الماكبايس

أصرت مجموعة من الأشخاص الصاخبين على أنه إذا وقع المصري محمد صلاح مع نيوكاسل ، على حسب قول أحد المشجعين السعوديين (بيت) “سيكون الجميع مشجعًا لنيوكاسل حينها”.

مع وصول أبوظبي إلى الذروة الأوروبية التي كانت تطمح إليها بعد 15 عاماً من الاستثمار في مانشستر سيتي ، يتقدم السعوديون إلى ساحة كرة القدم ، مضيفين نجولو كانتي وكريم بنزيمة إلى كريستيانو رونالدو لفرقهم في دوري المحترفين – أربعة منها اشترتها الدولة مؤخراً عن طريق صندوق الاستثمارات

تشيلسي يبيع نجومه لأندية دوري روشن

ويبقى أن نرى ما إذا كان نادي تشيلسي سيتخلص من بيير إيمريك أوباميانغ ،  و كاليدو كوليبالي , و حكيم زياش الذي يجري محادثات مع نادي النصر لمزاملة رونالدو.

و إن مجرد حقيقة أن السعوديين يدورون حول بيرناردو سيلفا و رياض محرز و كالوم هدسون أودوي البالغ من العمر 22 عاماً يتسبب في انتظار بعض الأندية و معرفة ما إذا كان هذا سيستقر قبل اتخاذ قرار بشأن كيفية التقدم في أعمالهم الصيفية.

يقول أحد المديرين التنفيذيين في الاتحاد الأوروبي حسب ماذكرت  الديلي ميل : “إنه أمر مزعج”. “قد يكون تأثير هذا أكبر مما شهدناه مع الصين قبل بضع سنوات.”

لاكتشاف فرصة للحصول على أموال كثيرة ، ينشغل بعض الوكلاء في المملكة العربية السعودية بالبحث عن فرص لعملائهم.

خبايا تحت الطاولة في انتقالات الدوري السعودي

يرى البعض أن هناك عملية تلاعب خبيثة، لأن المملكة العربية السعودية لديها دافع مالي محتمل لأخذ أموال تشيلسي على حساب كبير وتقليل فاتورة الأجور المتضخمة في ستامفورد بريدج.

صندوق الثروة السيادية السعودي ، PIF ، الذي اشترى و سيطر على نيوكاسل يونايتد ، استثمر أيضاً في صندوق الأسهم الخاصة في كاليفورنيا Clearlake

الذي استثمر بكثافة في تشيلسي منذ أن اشترت مجموعة الملياردير الأمريكي تود بوهلي النادي العام الماضي.

تحدثت ديلي ميل سبورت إلى العديد من المديرين التنفيذيين و الممولين الذين يشككون في ذلك. يقول أحدهم “كم هو ملائم ومفيد للغاية لـ Clearlake”.

فيما وراء فقاعة كرة القدم ، فإن نظرية المؤامرة هذه غير مشتركة. ذكرت صحيفة “أثليتيك” هذا الأسبوع أنه لا يجوز لأي مستثمر واحد – مثل PIF – أن يحصل على أكثر من خمسة في المائة من الأسهم في أي من صناديق الاستثمار العديدة لشركة Clearlake ، و المستثمر العادي لديه أقل من واحد في المائة في أي من صناديق الاستثمار الخاصة بالشركة.

 

عروض مرفوضة من بعض النجوم

كسر روبن نيفيز نمطية الانتقال لخارج أوروبا عندما ترك ولفرهامبتون ليلعب في الدوري السعودي للمحترفين وهو يبلغ من العمر 26 عاماً فقط عكس الذين اقتربت نهاية مسيرتهم المهنية أمثال بنزيمة و رونالدو و كانتي.

و رفض الألماني  إيلكاي جوندوجان الانتقال إلى السعودية بينما تم التواصل مع زميله في فريق مانشستر سيتي بيرناردو سيلفا الذي يفضل أيضاً مواصلة اللعب في أوروبا.

كذلك الأمر مع سون هيونج مين و ويلفريد زاها الانتقال إلى دوري روشن

أشارت شركة Clearlake إلى عدم مشاركة أي أموال سعودية في عملية الاستحواذ على تشيلسي ، على الرغم من أنها لا تنشر أو تكشف عن مستثمريها. تقول إدارة الدوري الإنجليزي الممتاز إنهم طلبوا تأكيدات من مالكي تشيلسي في الولايات المتحدة بأن شركتهم لم تكن مملوكة للسعوديين عندما تولى المسؤولية.

 

الدوري السعودي للمحترفين بالأرقام

• 1976 – العام الذي تأسس فيه الدوري السعودي للمحترفين. لكن الدوري لم يصبح محترفاً بشكل كامل حتى عام 2007.
• 175 مليون جنيه إسترليني – الراتب السنوي لكريستيانو رونالدو في النصر.
• يمكن أن يكون لكل فريق 8 لاعبين أجانب.
• تغلق نافذة الانتقالات في الدوري السعودي بعد 19 يوماً من نافذة الدوري الممتاز الصيفية في 1 سبتمبر.
• السعودية تخطط لاستضافة كأس العالم 2030

قلق من آثار جانبية على البريمرليغ

القلق من التأثير على التوازن التنافسي في الدوري الإنجليزي الممتاز إذا كان النجوم في أوج ظهورهم يميلون إلى الحصول على رواتب ضخمة معروضة للانضمام إلى دوري المحترفين السعودي.

على الرغم من أن غوندوغان لاعب السيتي رفض 577 ألف جنيه إسترليني في الأسبوع ، إلا أن الحديث عن سيلفا وهودسون أودوي الذي يفترض أن لديهم فريقان يطاردانه سيكون بمثابة تغيير في اللعبة مما سيثبت أن السعوديين لديهم الوسائل لإخراج أفضل اللاعبين من المعادلة في أندية الدوري الممتاز الأخرى ، بالإضافة إلى توقيعهم مع نيوكاسل.

و لن يتجه ستيفن جيرارد إلى الرياض لتدريب فريق سعودي ويبدو أنه من غير المعقول أن يقوم مدرب فولهام ماركو سيلفا ، وهو آخر من يرتبط بدوري المحترفين ، بذلك أيضاً

لا يقتصر الأمر على عدم اليقين بشأن بيئة كرة القدم التي من المرجح أن تكون رادعاً
بل سيطلب اللاعبون أو المديرون أيضاً من عائلاتهم التكيف مع ثقافة الشرق الأوسط المحافظة التي بموجب القانون ، لا يجوز للأزواج غير المتزوجين العيش معاً ويجب على النساء الحصول على إذن من ولي الأمر الذكر للزواج.

سخر رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (اليويفا) ألكسندر تشيفرين هذا الأسبوع من فكرة أن السعوديين يشكلون تهديدًا للعبة الأوروبية. قال “لا ، لا لا”. “يرغب اللاعبون في الفوز بالمسابقات الكبرى والمسابقات الكبرى في أوروبا”.

إقرأ أيضاً:

• محمد صلاح مطلوب في الدوري السعودي
• نغولو كانتي لاعباً لنادي اتحاد جدة السعودي

تأييد شعبي للاستثمارات الكروية في السعودية

و في الرياض ، هم أكثر إيجابية بشأن الآفاق. حتى في مساء ذلك اليوم الجمعة قبل 18 شهراً ، توقعوا بالفعل أن تكون فرق مدينتهم هي المستفيدة من خطط الدولة السعودية لرمي الأموال في كرة القدم.

“نحن بلد كرة قدم ضخم ، نحن مجانين للعبة ولدينا موهبتنا. قال المشجع بيت إن لعبتنا تنمو وستكون أكبر وأفضل. “نحن نحب ليفربول وآرسنال ودوري أبطال أوروبا ، لكننا نحب الصليهم وأبو بكر أيضاً”.

كان يتحدث حينها عن لاعب خط وسط النصر عبد المجيد الصليهم و المهاجم الكاميروني فينسنت أبو بكر ، اللذين كانا جيدين نوعاً ما في الخسارة 1-0 أمام غريمه الشباب. لكن الصورة العامة لم تثبت هذا الحماس.

كان السكان المحليون يصفون النصر بأنه “مانشستر يونايتد لكرة القدم لدينا – لأنهم عمالقة كرة قدم سعوديون سقطوا. لكن المعيار كان هبوطاً هائلاً من أولد ترافورد عندما وصل رونالدو في ديسمبر الماضي.

تعتقد المملكة العربية السعودية أن بإمكانها في الوقت المناسب إغراء عدد كافٍ من اللاعبين لإنتاج كرة قدم عالية الجودة ، وجذب صفقات بث تلفزيوني كبيرة، و تتجلى هذه الثقة في حقيقة أن الحرب والعقوبات رفعت أسعار النفط والغاز إلى مستوى جعل البلاد تسبح في السيولة.

يُقدر صندوق الاستثمارات العامة بأنه أكبر صندوق ثروة سيادية في العالم. إن مبلغ الثلاثة مليارات جنيه إسترليني الذي يجنونه في سيارة PGA-LIV الجديدة للجولف ومحاولة شراء F1 ، بقيمة 20 مليار دولار ، تجعل مبلغ 300 مليون جنيه إسترليني الذي دفعوه مقابل حصة مسيطرة في نيوكاسل يبدو وكأنه مصروف الجيب.

السعوديون لا يرون في هذا غسلاً رياضياً للأموالى على الرغم من وجود الكثير الذي تريد الدولة السعودية التستر عليه والتخلص منه.

السعوديون عازمون ببساطة على استخدام ثروتهم النفطية لوضع أنفسهم في قلب نظام عالمي جديد واستعراض اسمهم في جميع أنحاء الكوكب. لا شيء يمكن أن يحقق ذلك تماماً مثل الرياضة ، كما يريدون تأكيد مكانتهم في الشرق الأوسط ، على الإمارات العربية المتحدة وقطر ، دول الخليج الصغيرة الناشئة التي تتفوق عليهم في لعبة كرة القدم.

التجربة السعودية أوتت ثمارها عكس التجربة الصينية

هناك استخفاف يحيط باحتمالية بيع العديد من نجوم تشيلسي إلى أندية في الدوري السعودي للمحترفين بعد العام السيء للنادي تحت قيادة تود بوهلي

تجتذب مباريات الكأس الأولى في الرياض 60 ألف مشجع و هناك ثقافة كرة قدم كانت مفقودة في الصين ، والتي أثبتت تجربتها الكروية باهظة الثمن بنفس القدر أنها كارثية.

حيث تضاعف حضور النصر منذ وصول رونالدو.
قدّم وصول بنزيمة أول لاعب يتحدث بذكاء حقيقي حول ما تجلبه له الانتقال إلى المملكة العربية السعودية ، كمسلم. قال: “الأمر مختلف”. “إنه المكان الذي أريد أن أكون فيه لأنه من المهم بالنسبة لي أن أكون في بلد مسلم ، حيث أشعر أن الناس مثلي بالفعل.” و ربما قد يفكر محمد صلاح بذات الموضوع.