
ديلي سبورت عربي – إنجلترا
في تحول مفاجئ بعد معاناة الفريق من ضعف الكفاءة الهجومية طوال موسم الدوري الإنجليزي 2024-25، سجل نادي بورنموث ارتفاعًا ملحوظًا في مستوى تسجيل الأهداف، مما يثير آمال المشجعين بقدوم مرحلة جديدة من الأداء المتميز.
خلفية التحديات والأداء السابق لبورنموث
على الرغم من أن المباراة بين بورنموث ونوتنغهام فورست لم تُصنف ضمن مباريات “الستة الكبار” في الدوري الإنجليزي، إلا أنها احتلت موقعًا بارزًا في توقعات المحللين قبل انطلاقها، لما حملته من وعود بإظهار قدرة الأندية المستضعفة على قلب الطاولة أمام الفرق التقليدية. وقد انتهت المباراة بفوز كاسح لبورنموث بنتيجة 5-0، وهو أكبر فوز لهم في الدوري منذ فوزهم على برايتون بنفس النتيجة في أبريل 2019.
واجه فريق نوتنغهام فورست، الذي طالما تميز بثباته الدفاعي تحت قيادة نونو إسبريتو سانتو، معارضة عنيفة من جانب “تشيريز”، حيث تفوق بورنموث من حيث التمرير والتسديد والاستغلال النهائي للفرص. وقد أظهر اللاعب دانجو أواتارا تألقًا لافتًا بتسجيله هاتريك، فيما أضاف كل من جاستين كلويڤرت وأنطوان سيمانيو هدفًا لكل منهما.
تحسين الكفاءة الهجومية رغم غياب اللاعبين
يُبرز هذا الأداء اللافت تحسين بورنموث في الكفاءة الهجومية، رغم غياب عدد كبير من اللاعبين الرئيسيين، إذ خاضت المباراة بأداء مميز رغم عدم تواجد تسعة لاعبين أساسيين، بينهم كلا المهاجمين الرئيسيين؛ حيث من المتوقع أن يعود إيفانيلسون في أبريل، بينما لن يتمكن إينس أونال من المشاركة مجددًا هذا الموسم بعد إصابته بتمزق في الرباط الصليبي.
ولم تُثنِ هذه الإصابات الفريق عن مواصلة تقديم أداء قوي، إذ لعب بورنموث في آخر أربع مباريات في جميع المسابقات دون هزيمة وسجل خلالها 16 هدفًا. وقد جاء هذا الأداء اللافت بعد سلسلة من النتائج الجيدة، منها التعادل في مباراة على ملعب تشيفينغهام ضد تشيلسي، وانتصار مفاجئ على نيوكاسل بنتيجة 4-1، بالإضافة إلى الفوز الساحق على نوتنغهام فورست.
اقرأ أيضاً: الزمالك يتنافس مع أندية أوروبية لضم مصطفى محمد
تحليل الأداء والإحصائيات الحديثة
تشير الرسوم البيانية والإحصاءات إلى أن بورنموث قد بدأ في تجاوز الأداء المتوقع بناءً على بيانات xG (الأهداف المتوقعة)، إذ ارتفعت معدلات تسجيل الأهداف مقارنة بالفرص المتاحة. ففي المباراتين الأخيرتين، سجل الفريق فارق أهداف إيجابي (+3.3 و+1.7)، مما يمثل أفضل أداء هجومي له في موسم 2024-25.
وكانت هناك فترات سابقة خلال تولي المدرب أندوني إيرولا زمام الأمور حيث كان الفرق بين الأهداف المسجلة ومعدل xG سلبيًا، إلا أن الأداء الحالي يشير إلى تحول إيجابي واضح في كفاءة الهجوم. إذ أظهرت المباراة ضد نوتنغهام أن الفريق تمكن من تحويل الفرص إلى أهداف بشكل أكثر فعالية مما كانت تدل عليه الإحصائيات، وهو ما يُعد مؤشرًا إيجابيًا على التحسن العام في مستوى التهديف.
بالإضافة إلى ذلك، أشارت تحليلات بيانات xG إلى أن بورنموث كان يجب أن يحتل مركزًا أعلى في جدول الترتيب، إذ تُظهر محاكاة النقاط المتوقعة أن الفريق كان ينبغي أن يكون في المركز الثالث، وهو فارق واضح عن المركز الحالي السابع، مما يعكس مشكلة “إهدار الفرص” التي بدأ الفريق يعمل على معالجتها.
عوامل محتملة وراء التحسن المفاجئ
تشير بعض التحليلات إلى أن زيادة السرعة في التحرك عند استلام الكرة قد لعبت دورًا رئيسيًا في تحسين أداء الفريق. ففي مباراتي نيوكاسل ونوتنغهام، زادت سرعة تقدم الفريق نحو منطقة الخصم لتتجاوز المتوسط السابق، مما ساعد في خلق فرص هجومية أسرع وأكثر فعالية.
كما يُلاحظ أن عدد الهجمات المرتدة السريعة التي انتهت بتسديدات داخل منطقة الجزاء قد زاد، إذ سجل الفريق ثلاث أهداف من سبع هجمات سريعة خلال المباراتين الأخيرتين، مما يُظهر قدرة الفريق على استغلال الفرص بسرعة وفاعلية.
ومن جهة أخرى، ارتفع معدل الضغط الهجومي في المباريات الأخيرة بشكل ملحوظ مقارنةً بمعدل الموسم، رغم انخفاض الضغط في بعض المناطق، مما يشير إلى تركيز أفضل في المراحل الحاسمة من المباراة.