
ديلي سبورت عربي – إسبانيا
من روائع أندية الدوري الإسباني.. تأسس نادي إسبانيول يوم 28 أكتوبر 1900 على يد الطالب الجامعي أنخل رودريغيث رويث في مدينة برشلونة.
وكان يتميز بخصوصية فريدة مقارنة ببقية الأندية الناشئة في تلك الفترة، إذ نشأ بأيدٍ إسبانية خالصة دون دعم أو تأثير أجنبي،
في حين أن معظم الأندية الأخرى كانت مدعومة من البريطانيين أو الأوروبيين.
اتخذ النادي من منطقة “ساريا” ذات الطابع البرجوازي مقراً له، وكان أحد أوائل الأندية التي رسخت الثقافة الكروية المحلية.
تطور الاسم والهوية لإسبانيول في الدوري الإسباني
مر اسم النادي بتحولات عديدة تعكس تغيرات السياسة والمجتمع. بدأ باسم “Club Español de Fútbol”،
وتحول لاحقًا إلى “Real Club Deportivo Español” بعد حصوله على رعاية ملكية من الملك ألفونسو الثالث عشر عام 1912.
خلال الجمهورية الإسبانية الثانية، وتحت ضغط منع الرموز الملكية، اعتمد النادي اسمًا كاتالونيًا: “Club Esportiu Espanyol”.
وفي عام 1995، تم تبني التهجئة الكاتالونية الرسمية لتصبح “Reial Club Deportiu Espanyol”، مع الحفاظ على اختصار “RCD” احترامًا للتاريخ.
نجاحات مبكرة في كاتالونيا وكأس الملك
منذ بداياته، أظهر إسبانيول قدرة تنافسية قوية، حيث فاز ببطولة كاتالونيا عام 1903 وشارك في النسخة الأولى من كأس الملك في نفس العام.
وخلال العقدين الأولين من القرن العشرين، تمكن من التتويج ببطولة كاتالونيا ثلاث مرات (1911–1912، 1914–1915، 1917–1918)
بفضل حارس الأسطورة ريكاردو زامورا، لكنه خسر نهائي كأس الملك مرتين أمام أتلتيك بلباو.
العصر الأوروبي والمجد الضائع
بلغ النادي ذروة مجده القاري في موسم 1987–1988 حين وصل إلى نهائي كأس الاتحاد الأوروبي بعد مشوار مذهل أطاح خلاله بفرق مثل ميلان وإنتر وبوروسيا مونشنغلادباخ،
لكنه خسر اللقب أمام باير ليفركوزن بركلات الترجيح رغم فوزه ذهابًا 3-0.
وفي 2007، كرر الإنجاز وبلغ النهائي مرة أخرى بعد إقصاء فرق كبيرة مثل بنفيكا وبريمن، لكن الحظ لم يحالفه أيضًا، وخسر أمام إشبيلية بركلات الترجيح بعد تعادل 2-2.
اقرأ أيضاً: الدوري الإنجليزي 2025/2026.. برينتفورد: نموذج الاستقرار الذكي في الدوري الإنجليزي الممتاز

ألقاب الكأس وبطولات محلية
يمتلك إسبانيول في رصيده أربعة ألقاب لكأس الملك: أولها عام 1929، تلاه فوزان مميزان في العصر الحديث عامي 2000 و2006.
الفوز الأخير تحقق على حساب ريال سرقسطة بنتيجة 4-1، وساهم فيه راؤول تامودو، الهداف التاريخي للنادي.
تراجعات وهبوط وعودة متكررة
شهد النادي فترات اضطراب كبيرة، خاصة مع هبوطه في موسم 2019–2020 عقب جائحة كوفيد-19، لكنه عاد سريعًا في الموسم التالي إلى الليغا.
ثم عاد للهبوط في 2023، وحقق مجددًا الصعود في يونيو 2024 بعد فوزه على ريال أوفييدو في الملحق.
تعد هذه العودة دلالة على شخصية النادي العنيدة، وإن لم يستقر بعد في دوري الأضواء بشكل دائم.
الملعب والهوية البصرية
منذ عام 2009، يحتضن ملعب “RCDE Stadium” مباريات الفريق، وهو يقع بين كورنيّا وإل برات.
ويُعتبر من الملاعب الحديثة في إسبانيا. أما على مستوى الهوية،
فإن اللونين الأزرق والأبيض المستوحيين من راية الأمير البحري روجر دي لوريا ما زالا يمثلان الروح القتالية للنادي.
عناوين قد تهمك:
-
الدوري الإسباني 2025/2026.. رايو فايكانو 2025: عودةٌ بثوب المقاومة إلى الليغا
-
الدوري الإسباني 2025/2026.. ريال أوفييدو: عودة تاريخية بعد غياب دام 24 عامًا

صراع الهوية الكاتالونية: ديربي برشلونة
رغم أن إسبانيول وبشكل تقليدي يمثل توجّهًا أقرب للسلطة المركزية مقارنة ببرشلونة الذي يمثل تيارًا كاتالونيًا استقلاليًا،
إلا أن الديربي بين الناديين ما زال يحتفظ بطابعه الخاص، وإن كان التفوق التاريخي لصالح برشلونة بوضوح. مع ذلك،
فإن الفوز التاريخي لإسبانيول في كامب نو موسم 2008–2009، خلال موسم الثلاثية لبرشلونة، لا يزال حاضرًا في ذاكرة جماهير “البيركيتوس”.
رغم تاريخه العريق وجماهيره الوفية، ما زال نادي إسبانيول يصارع من أجل إثبات نفسه في دوري النخبة الإسباني.
إن قصته مثال على ما تعانيه الأندية “الثانية” في المدن الكبرى،
حيث تعيش في ظل العملاق المجاور، وتحاول الحفاظ على هوية واستمرارية قد تكون أكثر صعوبة من تحقيق البطولات ذاتها.




