الرئيسيةكرة قدم عربية

مونديال 2030: المغرب يحقق حلمه لتعزيز قوته الناعمة

ديلي سبورت عربي-وكالات 

بعد عقود من المحاولات المتكررة، ينجح المغرب أخيرًا في تحقيق حلمه بتنظيم كأس العالم 2030، جنبًا إلى جنب مع جارتيه إسبانيا والبرتغال. 

المغرب وتاريخ طويل من الطموحات الرياضية

وهذا الحدث الرياضي الكبير يمثل فرصة ذهبية للمملكة لتعزيز قوتها الناعمة من خلال “دبلوماسية الكرة” والتأثير الدولي.

على الرغم من فشل محاولاته السابقة، حيث كان المغرب قد تقدم بترشيحاته لتنظيم المونديال خمس مرات منذ عام 1994، فإن حلم المملكة في استضافة كأس العالم ظل حيًا.

في عام 2010، كان المغرب قريبًا من الفوز في سباق تنظيم المونديال، حيث خسر أمام جنوب أفريقيا بفارق 4 أصوات.

وفي خطوة هامة، من المتوقع أن يوافق الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) يوم الأربعاء المقبل على اعتماد الملف المشترك بين المغرب وإسبانيا والبرتغال، وهو قرار أعلن عنه العاهل المغربي باحتفاء، معتبرًا إياه “اعترافًا بالمكانة الخاصة التي يحظى بها المغرب بين الأمم الكبرى.”

دور مونديال 2030 في الاقتصاد المغربي

إلى جانب بعده الرياضي، يشكل مونديال 2030 فرصة كبيرة لتعزيز الاقتصاد الوطني، حسب تصريحات فوزي لقجع، رئيس لجنة تنظيم كأس العالم 2030 في المغرب.

فالمملكة تخطط للاستفادة من هذا الحدث الضخم في تعزيز بنيتها التحتية، وخلق فرص عمل جديدة، وتحفيز السياحة.

وتشمل المشروعات الكبيرة المزمع تنفيذها في إطار التحضير للمونديال “توسعة وتجديد المطارات”، “تطوير الطرق”، “تعزيز البنية الفندقية والتجارية”، فضلاً عن “تقوية وتحديث المنشآت الصحية وشبكات الاتصال”.

وهذه المشاريع تأتي في وقت تسعى فيه المملكة لتحقيق نمو اقتصادي مستدام بمتوسط 6% سنويًا حتى عام 2035.

تأهيل البنية التحتية الرياضية في المغرب

على الصعيد الرياضي، يسعى المغرب لتأهيل ستة ملاعب رئيسية في مدن الرباط والدار البيضاء وفاس وطنجة ومراكش وأغادير، بالإضافة إلى بناء ملعب ضخم في بن سليمان بالقرب من الدار البيضاء بسعة تصل إلى 115 ألف متفرج.

ويُتوقع أن تصل تكلفة هذا المشروع إلى 5 مليارات درهم (حوالي 500 مليون دولار)، ليكون من أبرز المعالم الرياضية في البلاد.

دور الرياضة في تعزيز الصورة الدولية للمغرب

منذ فوز العدائين نوال المتوكل وسعيد عويطة بالميداليتين الذهبيتين في أولمبياد 1984، أدرك المغرب أهمية الرياضة في تعزيز صورته الدولية.

وقد تجسد ذلك في الجهود المستمرة لتنظيم البطولات الرياضية الكبرى، سواء على المستوى القاري أو العالمي.

اقرأ أيضا: المغرب وفرنسا يتنافسان على استقطاب موهبة أيوب بوعدي

المغرب

ويذكر الباحث في السياسات الرياضية منصف اليازغي أن فكرة ترشح المغرب لتنظيم كأس العالم بدأت بعد النجاح التاريخي للمنتخب المغربي في مونديال 1986 بالمكسيك، عندما وصل إلى الدور الثاني، وهو إنجاز غير مسبوق للكرة الأفريقية والعربية آنذاك.

الاستراتيجية الدبلوماسية من خلال كرة القدم

خلال السنوات الأخيرة، ارتكزت السياسة المغربية على الانفتاح الاقتصادي على أوروبا الغربية، وبالتوازي مع ذلك، عملت على تعزيز علاقاتها مع القارة الأفريقية، سواء عبر الاستثمارات أو المبادرات الرياضية.

في هذا السياق، أبرمت المملكة 44 اتفاقية شراكة مع اتحادات أفريقية في كرة القدم، وبدأت في تنظيم بطولات مثل كأس أمم أفريقيا للسيدات في 2023.

وعلى الرغم من تأجيل استضافة كأس أمم أفريقيا 2015 بسبب وباء إيبولا، إلا أن المغرب لا يزال يراهن على استضافة كأس الأمم الأفريقية في نهاية العام المقبل، بالإضافة إلى كأس العالم للأندية 2029.

إلا أن الحلم الأكبر ظل دائمًا هو الفوز بتنظيم كأس العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى