ديلي سبورت عربي – متابعات
سواءٌ التقى ريال مدريد وبرشلونة في الدوري أو الكأس أو البطولات الأوروبية، في ملاعب إسبانيا أو خارجها، تبقى مواجهتهما “الكلاسيكو” الأهم في التاريخ الكروي، رغم أن العديد من المواجهات الكبرى والديربي في دول أوروبية ولاتينية تحمل نفس الاسم (الكلاسيكو)، لكن كلاسيكو الإسبان هو الأهم والأكثر انتشاراً وحضوراً.
ريال مدريد وبرشلونة خلال عهد فرانكو
في مقالته بصحيفة الغارديان بتاريخ 7 نوفمبر 2013 يقول غيلايز تريمليت إن كلا الناديين مرتبطان في الأصل بفكرة الأمة، وإذا كان ريال مدريد يعتبر في يوم من الأيام مثالاً لـ “الرجولة” الإسبانية في ظل ديكتاتورية الجنرال فرانكو، فإن برشلونة هو “المنتخب الوطني” لكاتالونيا، والكتالونيين هم “أمة بلا دولة”.
بعبارة أخرى فإن لقاء الكلاسيكو في تاريخه البعيد هو انعكاس للحالة السياسية والثقافية والاجتماعية في إسبانيا، ما بين “الأمة الإسبانية” المتمثلة بفريق العاصمة ريال مدريد، ودعاة الانفصال والاستقلال عن إسبانيا في كتالونيا متمثلين ببرشلونة.
هذا الصراع أججه حكم الديكتاتور فرانكو، لكن تاريخياً من المجحف القول إن ريال مدريد هو فريق الديكتاتور الإسباني فرانكو، وبرشلونة هو ضحية هذا الديكتاتور، فكما عانت برشلونة من حكم الفاشيين (أنصار فرانكو) أيضاً قاومتهم العاصمة مدريد.
ومع ذلك يقول تريمليت في مقالته “تظهر استطلاعات الرأي أن اليساريين الإسبان يميلون إلى تفضيل برشلونة بمقدار الضعف، بينما يُرجح أن يدعم ناخبو حزب الشعب اليميني ريال مدريد بثلاثة أضعاف، لكن قاعدة كلا الناديين الجماهيرية بالطبع، أوسع بكثير مما توحي به هذه الإحصائيات، فمدرب إسبانيا ولاعب ومدرب ريال مدريد فيسنتي ديل بوسكي السابق، هو ابن نقابي مسجون من قبل نظام فرانكو، وهذا يخالف الصورة النمطية السائدة”.
ويرى كاتب المقال في الغارديان أن “هناك صمت واضح وتلاعب في الروايات التي قدمها كلا الناديين”، ويضيف “من كان يعلم أن ريال مدريد أسسه اثنان من الكتالونيين، أو أن الرئيس السابق لريال مدريد رافائيل سانشيز غويرا قد سُجن من قبل فرانكو بتهمة “التمرد العسكري”؟، وأنَّ أحد أعضاء مجلس إدارة برشلونة كان عضواً في مؤسسات فرانكو؟”.
ريال مدريد وبرشلونة صراع رياضي متعدد الأوجه
وبعيداً عن خلفيات الصراع التاريخي بين الفريقين الذي لم يكن معزولاً بكليته عن الظروف السياسية، فقد بنى كل فريق إنجازاته الرياضية ضمن أهداف ليس أقلها التفوق وتسيد المشهد الكروي في إسبانيا وأوروبا، بدءاً من امتلاك كل نادٍ أهم ملاعب في أوروبا، كامب نو لبرشلونة، وسانتياغو برنابيو لريال مدريد.
اقرأ أيضاً: كأس إسبانيا.. قرعة نصف النهائي تسفر عن كلاسيكو مرتقب بين برشلونة وريال مدريد
كما سعى كل فريق على جذب أفضل المدربين واللاعبين والنجوم وأساطير اللعبة، ما أعطى للمباراة بينهما صراعاً فنياً على مستوى الفريقين والمدربين ككل، وعلى مستوى صراعات النجوم الثنائية أيضاً، ويكفي أن نذكر أن أساطير اللعبة ككرويف ومارادونا وروماريو وريفالدو وكومان ورونالدينيو وتشافي وإنييستا وميسي مثلوا برشلونة في فترات متلاحقة.
في المقابل ارتدى ألفريدو دي ستيفانو وزين الدين زيدان وبيكهام ومايكل أوين وروبرتو كارلوس وراؤول وكريستيانو رونالدو قميص ريال مدريد، وطبعاً مثَّل بعض النجوم كلا الفريقين كلويس فيغو ورونالدو الظاهرة البرازيلية.
ميسي ورونالدو، الثنائية الأكثر تنافساً وترويجاً
خلال العقدين الأخيرين كانت المواجهة بين الكبيرين رونالدو وميسي العنوان الأهم في الكلاسيكو، وأهم نجاحات الكلاسيكو التسويقية على الإطلاق هو جمع هذين النجمين في المستطيل الأخضر بقميصي “لوس بلانكوس” و”البلوغرانا”.
عناوين قد تهمك:
-
منتقداً معايير جائزة “الأفضل” ..لماذا قرر ريال مدريد الغياب عن حفل الفيفا؟
-
برشلونة يتلقى ضربة قوية قبل مواجهة الكأس ضد ريال مدريد بإصابة ليفاندوفسكي
صحيح أنا كلا النجمين غادرا إسبانيا إلى وجهات أخرى، ومع مغادرتهما فقد الكلاسيكو الكثير من البريق، لكن الثابت الأكيد أن مواجهات ريال مدريد وبرشلونة ستبقى بذات الأهمية مهما تغيرت الوجوه والنجوم في الفريقين، هذه المواجهة هي قدرٌ حتمي لكرة إسبانيا، استمرار رونق الليغا الإسبانية مرتبط إلى شكل كبير باستمرار الكلاسيكو.
أخيراً، ورغم المنافسة الكبيرة بينهما لا تنتفي حاجة الفريقين لبعضهما البعض كشكل من أشكال “الحتمية الكروية” في اسبانيا لاستمرار المنافسة، ويكفي أن ندلل على ذلك بتصريح الرئيس السابق لبرشلونة ساندرو روسيل إن “الاستقلال الكتالوني لن يجعل ناديه يترك الدوري الإسباني”، بينما قال الرئيس الحالي لريال مدريد فلورنتينو بيريز “إذا لم يكن برشلونة موجود، لكان علينا أن نبتكر برشلونة”.