ديلي سبورت عربي – إنجلترا
ظل رحيم ستيرلينغ شخصية محبوبة في مانشستر سيتي، ومع مرور الوقت وتحقيق النادي للعديد من الألقاب، تمكن جماهير ليفربول إلى حد كبير من نسيان ما حدث في 2015 عندما غادر النادي. بالنسبة لهم، يعتبر سترلينغ جزءاً من ذكرياتهم الجميلة حول موسم 2013-2014 والمعركة على اللقب والهجوم القوي الذي جمعه مع دانيل ستوريدج ولويس سواريز.
أما جماهير تشيلسي، فعلى الرغم من أن أدائه كان جيداً خلال موسمين مليئين بالتحديات خارج الملعب في ستامفورد بريدج، إلا أن معظمهم يشعر باللامبالاة تجاهه. لن يكونوا حزينين كثيراً على رحيله، ولكن أيضاً لا يوجد شعور كبير بالعداء تجاهه.
رحيم ستيرلينغ وخطوة محتملة نحو مانشستر يونايتد
ومع ذلك، فإن أي مشاعر إيجابية من جماهير السيتي وليفربول تجاه سترلينغ قد تتلاشى بسرعة إذا انضم إلى مانشستر يونايتد هذا الأسبوع، وهو أمر يبدو الآن محتملاً. سيصبح بذلك أول لاعب في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز يلعب لمانشستر يونايتد ولاثنين آخرين من الفرق الكبرى التقليدية “الستة الكبار”. كما أنه سيكون قد لعب أيضاً لكل من منافسي يونايتد في ليفربول ومانشستر سيتي، وهو ما قد لا يثير إعجاب جماهير كرة القدم في شمال غرب إنجلترا.
فرصة جديدة في مسيرته المهنية
من منظور سترلينغ، هذه خطوة منطقية. لماذا يفوت فرصة الانضمام إلى نادٍ عريق آخر في كرة القدم الإنجليزية، حيث سيواصل اللعب في المسابقات الأوروبية وسيحظى بفرصة الفوز بمزيد من الألقاب؟ رغم أن تلك الألقاب قد لا تكون الأكبر. سترلينغ يعتقد، وبحق، أنه يمكن أن يفرض نفسه في التشكيلة الأساسية.
قد لا يكون سترلينغ قد أبدع في الدوري الإنجليزي الممتاز خلال عامين في تشيلسي كما فعل في مانشستر سيتي أو ليفربول، لكنه قدم أداءً جيداً بما فيه الكفاية، وكان من بين القلائل الذين قدموا أداءً إيجابياً إلى جانب كول بالمر خلال فترة صعبة في ستامفورد بريدج.
اقرأ أيضاً: محمد صلاح اللاعب المتألق في لقاءات مانشستر يونايتد وليفربول
سجل حافل وأرقام بارزة
من السهل نسيان أن سترلينغ هو أحد أساطير الدوري الإنجليزي الممتاز؛ إذ يحتل المركز التاسع عشر في قائمة الهدافين التاريخيين للدوري بـ 123 هدفاً، ويأتي في المركز الثالث بين اللاعبين الحاليين خلف محمد صلاح (159) وجيمي فاردي (137). كما يحتل المركز الخامس عشر في قائمة الهدافين غير المسجلين لأهداف من ركلات جزاء (120 هدفاً).
كما أن سترلينغ يحتل المركز العشرين في تاريخ الدوري من حيث التمريرات الحاسمة برصيد 63 تمريرة، والمركز السادس عشر من حيث إجمالي المساهمات التهديفية بإجمالي 186 مساهمة. محمد صلاح هو اللاعب الوحيد النشط الذي يتفوق عليه في هذه القائمة.
أظهر سترلينغ خلال فترته في تشيلسي أنه لا يزال لديه الكثير ليقدمه، حيث ساهم في 21 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز خلال الموسمين الماضيين، وهو رقم لم يتفوق عليه سوى كول بالمر (33) من بين لاعبي تشيلسي. هذا الرقم يعكس جودة سترلينغ في وقت كانت فيه الهجمات الأخرى في تشيلسي تعاني.
حاجة ملحة للانتقال
مع تولي المدرب الجديد إنزو ماريسكا تدريب تشيلسي، تم إبلاغ رحيم ستيرلينغ بأنه “لن يحصل على أي دقائق” إذا بقي في النادي، ما يعني أن الانتقال إلى نادٍ آخر سيكون فرصة للعب بانتظام. وهناك فرصة متاحة على الجانب الأيسر من الهجوم في مانشستر يونايتد.
ماركوس راشفورد هو الخيار الأول على الجهة اليسرى، لكن على الرغم من الدعم الكبير الذي يحظى به من الجماهير ومن المدرب إريك تن هاج، لم يظهر راشفورد بمستوى مقنع في هذا المركز منذ فترة طويلة. لذا، هناك أكثر من مشجع يفضل رؤية أليخاندرو غارناتشو يلعب على الجهة اليسرى وأماد ديالو على الجهة اليمنى. مع احتمالية رحيل جادون سانشو، هناك الكثير من عدم اليقين في المراكز الهجومية الواسعة.
سترلينغ لا يزال يمتلك الكثير ليقدمه
لطالما كان سترلينغ أحد أفضل المراوغين وحاملي الكرة في الدوري، وأرقامه تشير إلى أنه لا يزال لديه الكثير ليقدمه لمانشستر يونايتد. في الموسم الماضي، حقق أعلى أرقامه منذ موسم 2013-2014 في التقدم بالكرة لمسافة خمسة أمتار على الأقل (10.6 مرات لكل 90 دقيقة). كما سجل ثالث أفضل موسم له من حيث عدد المرات التي حمل فيها الكرة لمسافة خمسة أمتار على الأقل وانتهى الأمر بتسديدة (1.0 لكل 90 دقيقة)، وأفضل موسم له من حيث عدد المرات التي انتهت بحمل الكرة وتسجيل هدف (0.18 لكل 90 دقيقة).
كان ذلك جزئياً بسبب لعبه في فريق تشيلسي الذي كان أقل تنظيماً من فريق مانشستر سيتي الذي لعب له سابقاً، لذا كان هناك حاجة أكبر منه للتأثير على المباريات من خلال الأداء الفردي. لكن هذا سيكون الحال أيضاً في مانشستر يونايتد، وبينما يعد سترلينغ لاعباً جماعياً في المقام الأول، فإنه يمتلك القدرة القيمة على تغيير مجريات المباريات بمفرده.
صفقة محتملة ومثيرة للجدل
إذا انتقل سترلينغ إلى أولد ترافورد هذا الصيف، فسيكون ذلك خبراً كبيراً، ومن السهل فهم الأسباب التي قد تجعل مانشستر يونايتد وسترلينغ نفسه يعتبرانها خطوة تستحق المتابعة. فقط لا تتوقع أن يكون الجميع سعداء بذلك.
