الرئيسية

من لاعب خجول إلى أسطورة كرة القدم الإسبانية: رحلة إنييستا ومسيرته بعد الاعتزال

ديلي سبورت عربي

أعلن نجم كرة القدم الإسباني أندريس إنييستا اعتزاله اللعب في أكتوبر الماضي عن عمر 40 عاماً، منهياً بذلك مسيرة طويلة وحافلة امتدت لأكثر من عقدين، بعدما بدأ من لاعب خجول في بداية مشواره.

ويُعد إنييستا من اللاعبين القلائل الذين حققوا “الثلاثية المقدسة” في عالم كرة القدم، والتي تشمل الفوز بدوري أبطال أوروبا، وكأس الأمم الأوروبية، وكأس العالم.

ما يميزه عن غيره هو حصوله على جائزة أفضل لاعب في المباراة النهائية في جميع هذه البطولات، ليصبح بذلك أحد أعظم لاعبي كرة القدم الإسبانية على الإطلاق.

رحلة النجاح من “لاعب خجول” إلى المجد

وُلِد إنييستا في قرية فوينتيألبيا بمقاطعة ألباسيتي في شرق إسبانيا، وبدأت مسيرته مع كرة القدم في سن صغيرة عندما انضم إلى أكاديمية نادي برشلونة.

إقرأ أيضًا:صدام برازيلي بين رافينيا وفينيسيوس في كلاسيكو إسبانيا

كانت الرحلة صعبة عليه في البداية، حيث انتقل من ألباسيتي إلى برشلونة كطفل خجول في الثانية عشرة من عمره، يعاني من الحنين لعائلته، لكنه سرعان ما أثبت جدارته.

خلال مسيرته مع برشلونة، فاز إنييستا بـ 35 لقباً، منها تسعة ألقاب للدوري الإسباني، وأربعة ألقاب لدوري أبطال أوروبا، وكأس العالم، ولقبين في كأس الأمم الأوروبية. هذا الإرث الرياضي جعل إنييستا رمزاً لكرة القدم الإسبانية.

أثر المدربين ودروس الحياة

عبر مسيرته، تلقى إنييستا الإرشاد من عدد من المدربين العظماء، حيث كان لكل منهم تأثير خاص على تطوره.

لاعب خجول
2018-04-04_FCB vs ROMA_VICTOR

تحت قيادة بيب غوارديولا، تعلم الرؤية التكتيكية، ومن لويس إنريكي ولويس أراغونيس اكتسب قوة القناعات ووضوح الخطط، بينما منحه لويس فان خال فرصة الظهور الأول في الفريق الأول لبرشلونة.

يتميز إنييستا بأنه تعلم من هؤلاء المدربين “أعظم عقول كرة القدم” كما وصفهم، حيث ساعدوه على التطور كلاعب وصقل موهبته الفريدة.

التحديات الشخصية والنجاح في تجاوزها

لم تكن مسيرة إنييستا خالية من التحديات. ففي عام 2009، تأثر بوفاة صديقه المقرب داني خاركي إثر نوبة قلبية، ما أدى إلى معاناته من الاكتئاب لفترة طويلة كادت أن تهدد مسيرته.

وبفضل دعم عائلته، خاصة زوجته آنا أورتيز، استطاع إنييستا التغلب على هذه المحنة واستعادة عافيته.

وشكّل هدفه الحاسم في نهائي كأس العالم 2010 ضد هولندا لحظة فاصلة، حيث كشف عن قميص يحمل رسالة لصديقه الراحل، ليصبح ذلك الموقف رمزاً للتضامن والصداقة في عالم كرة القدم.

خطط المستقبل ومسيرة تدريبية مرتقبة

مع اعتزاله اللعب، يعيش إنييستا حالياً في دبي، حيث يسعى لبدء مسيرته كمدرب، ويخطط للحصول على رخصته التدريبية.

ورغم أن إنييستا يعتزم التدرّب على الأسلوب الذي تعلمه في برشلونة، إلا أنه يعبر عن استعداده للتعلم المستمر وتطوير مهاراته كمدرب.

ختاماً: إرث إنييستا يتجاوز الملاعب

يبقى إنييستا رمزاً للإنسانية والتواضع، بعيداً عن التنافس والصراع.

سواء أكان في الملعب أم في منصب إداري أم في حياته الشخصية، فإن تأثيره سيظل راسخاً، ومن المتوقع أن يحمل إنييستا نفس القيم التي جسدها كلاعب في مسيرته كمدرب، مما يجعلنا على يقين بأننا لم نسمع بعد آخر ما في جعبة أندريس إنييستا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى