ديلي سبورت عربي – إنجلترا
يعيش الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم أوقاتًا مثيرة وغير متوقعة، وفي يوم واحد من أيام البطولة تاريخية، يجد نادي توتنهام نفسه في المركز الثاني بجدول الترتيب، وما زالوا دون هزيمة.
توتنهام تحت قيادة بوسيكوغلو بروح جديدة
في نهاية المباراة مع ليفربول، ظهر مدرب الفريق أنجي بوستيكوغلو بثقة،
حيث أشار إلى أهمية تنويع هجمات فريقه رغم مواجهته لفريق مخفض القوة نتيجة إصدار بطاقتين حمراء للاعبين من ليفربول،
مع تأكيده أن هذه مجرد مباريات في بداية الموسم.
هذه المباريات هي فعلاً مباريات مبكرة لفريق توتنهام تحت إشراف بوستيكوغلو، حيث خاضوا سابع مباراة في الدوري تحت قيادته.
وعلى الرغم من ذلك، استطاع بوستيكوغلو بناء ذكريات ولحظات لن ينساها الجمهور إلى الأبد في هذه الفترة أكثر مما فعله ثلاثة مدربين سابقين للفريق مجتمعين.
وكانت هناك شكوك قبل عشرة أيام بشأن قوة توتنهام بسبب عدم مواجهتهم لأي فرق كبيرة حتى ذلك الوقت.
إن الفوز على فرق مثل مانشستر يونايتد، بورنموث، وبرنلي يمكن أن يبدو مهمة سهلة، ولكن القصة تتغير عند مواجهة الفرق الكبيرة.
وعلى الرغم من أن القرارات الحكمية لصالح توتنهام أثارت الجدل في مباراة ليفربول، إلا أنه لم يكن هناك شك في تفوقهم أثناء تكافؤ الأعداد (11 لاعبًا ضد 11 لاعبًا)،
حيث كانوا يظهرون كمنافسين جديرين. بوستيكوغلو واجه تحديات في ترجمة أساليبه إلى الدوري الإنجليزي الممتاز،
حيث شهدنا في الماضي مدربين بسمعة جيدة يواجهون صعوبة في التأقلم مع الدوري لأسباب بسيطة.
فالنجاح في دوري لا يعني بالضرورة النجاح في دوري آخر. ولكن حتى الآن،
يبدو أن توتنهام يستجيبون بشكل جيد لما تم تطبيقه من تغييرات تحت قيادة بوستيكوغلو.
اقرأ أيضاً: ماركوس راشفورد بحاجة للعودة بقوة في الدوري الإنجليزي
أنطونيو كونتي وتدمير الفريق
ربما أهم ما قدمه أنطونيو كونتي لتوتنهام بعد ما قام به نونو إسبيريتو سانتو وجوزيه مورينيو هو كسر روح الفريق السابقة وجعلهم يبحثون بشدة عن أي نوع من الإيجابية.
هذا الأمر يجعل من الصعب على أي شخص تساؤل عن الفريق الجديد.
وحتى الآن، تحققت النتائج المذهلة. في المباريات الثلاث الأولى على أرضهم، حقق توتنهام انتصارات صعبة،
اثنين منها في الوقت الإضافي، مما أدى إلى تحفيز الجماهير وإشعارهم بالأمل.
السؤال الآن هو: إلى أي مدى يمكن أن يصل توتنهام هذا الموسم؟ هناك بعض المجالات الواضحة التي تحتاج إلى تحسين،
مثل الدفاع الذي لم يحافظ على نظافة الشباك إلا في مباراتين فقط من سبع مباريات في الدوري.
إضافة إلى ذلك، كانوا متأخرين في النتيجة في أربع مباريات من هذا الموسم، وهذا يشير إلى أهمية تعزيز قوتهم الدفاعية.
ورغم أن قدرة بوستيكوغلو على تغيير مجرى المباريات من خلال التبديلات الجيدة ممتازة،
إلا أن الاعتماد المتكرر على هذه القدرات يمكن أن يكون خطرًا.
هناك أيضًا مخاوف بشأن عمق الفريق، حيث كان أداء توتنهام ضعيفًا في كأس كاراباو عندما خرجوا من البطولة بخسارة.
وهنا يطرح السؤال: ماذا لو أصيب سون هيونج-مين أو جيمس ماديسون؟
هل يمكن لبقية الفريق مثل بيير-إميل هويبييرج أو أوليفر سكيب أن يقدموا مستوى مماثل لإيفس بيسوما أو بابي صار؟
سون هيونغ مين يتألق من جديد
ومع ذلك، حتى الآن تميز توتنهام بأداء إيجابي. سون هيونج-مين استعاد تألقه بعد موسم سابق دون تألق،
وأصبح تسديداته دقيقة وفعالة مما أسفر عن تسجيله لستة أهداف حتى الآن. جولييلمو فيكاريو يبدو أفضل من الحارس السابق هوغو لوريس.
ديستيني يودوجي يعتبر ظهير جانبي هجومي حقيقي. ريتشارليسون بدأ في استعادة أدائه.
إيفس بيسوما يظهر بمستوى كبير كما كان عليه في برايتون، وهذا يعد إنجازًا نادرًا بالنظر إلى تجارب العديد من اللاعبين بعد مغادرتهم برايتون.
ومع ذلك، يبقى السؤال: ماذا إذا حدث تراجع؟ هل يمكن لتوتنهام الاستمرار في الأداء الرائع هذا الموسم؟
يجب على الفريق التحلي بالثبات والاستمرار في تحقيق النجاح. إن الحماس في بداية الموسم يمكن أن يكون مغريًا وخطيرًا في الوقت نفسه.
مع تراجع أداء فرق كبيرة مثل مانشستر يونايتد وتشيلسي، وعدم استقرار فرق أخرى مثل نيوكاسل وبرايتون وأستون فيلا،
يبدو تحقيق المركز الرابع والتأهل لدوري أبطال أوروبا ممكنًا.
وربما يكون تحقيق أكبر من ذلك ممكنًا إذا استمر توتنهام في تحقيق النجاح والاستقرار في أدائهم.
في النهاية، يجب على توتنهام وجماهيرهم الاستمتاع باللحظة والاحتفال بالبداية الرائعة هذا الموسم،
لكنهم يجب أن يكونوا على علم بالتحديات المستقبلية وضرورة الثبات والتطور المستمر. تحقيق المركز الأربعة الكبار سيكون إنجازًا رائعًا،
ولكن العمل المستمر هو الطريق للمضي قدمًا وتحقيق النجاح المستدام.