ديلي سبورت عربي – صحيفة الغارديان
صادف هذا الأسبوع مرور 100 عام على افتتاح ملعب ويمبلي بنهائي كأس الاتحاد الإنجليزي، والذي أسمته الصحافة فيما بعد نهائي “الحصان الأبيض” الشهير.
المباراة أقيمت بتاريخ ٢٨ أبريل عام 1923 بين فريقي بولتون واندرارز ووست هام يونايتد، وفاز بولتون بهدفين دون مقابل.
صحيفة الغارديان البريطانية استعادت شريط ذكريات ذلك اليوم المشهود، وأعادت نشر تقرير المباراة الأصلي قبل قرن من الزمان، ونشرته حينها صحيفة “مانشستر غارديان”، بواسطة مراسلها في لندن الذي حضر المباراة، وكتب التقرير.
“ديلي سبورت عربي” بدورها تنشر مقتطفات من ذلك المقال الذي نشرته “مانشستر غارديان” عام ١٩٢٣.
أيضاً تنشر “ديلي سبورت عربي” صور لذلك اليوم الذي شهد حضوراً جماهيرياً كبيراً غير مسبوق، حيث باع المنظمون أكثر من ١٢٦ ألف تذكرة، لكن الموقع الرسمي لاستاد ويمبلي وصحف عديدة قدرت العدد الحقيقي للحضور بمئتي ألف.
ملعب ويمبلي القديم
شُيد ملعب ويمبلي لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الجماهير المتعطشة لمباريات كرة القدم في إنجلترا، لاسيما كأس الاتحاد الإنجليزي.
ويقول الموقع الرسمي لـ “استاد ويمبلي” إن الملعب القديم “تم بناؤه ليكون إنجازاً للإمبراطورية البريطانية، بهدف إبراز بريطانيا كقوة عالمية”.
انتهت أعمال البناء بشكل كامل قبل نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي عام ١٩٢٣ بأربعة أيام فقط، وحضر حفل الافتتاح والمباراة النهائية الملك جورج الخامس.
وظل هذا الملعب يحتضن نهائيات كأس الاتحاد الإنجليزي ومباريات المنتخب الإنجليزي والبطولات الدولية التي استضافتها إنجلترا.
من أبرز البطولات التي استضافها الملعب، كأس العالم ١٩٦٠، وبطولة أمم أوروبا ١٩٦٦.
مع دخول الألفية الجديدة قررت الحكومة البريطانية هدم الملعب، وبناء ملعب جديد عصري في نفس مكان الملعب القديم، وبنفس الاسم.
أقفلت الحكومة الملعب في ٧ أكتوبر ٢٠٠٠، و بدأت عمليات الهدم بتاريخ ٣٠ سبتمبر ٢٠٠٢، وافتتح استاد ويمبلي الجديد عام ٢٠٠٧.
في افتتاح ملعب ويمبلي القديم، شهد نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي أحداثاً دراماتيكية، خلدت افتتاح الملعب وذاك النهائي.
اقتحمت الجماهير الإنجليزية الملعب، واجتاحت الأرضية الخضراء، وتأخر بدء المباراة التي حضرها الملك جورج الخامس.
سمي ذاك النهائي باسم “الحصان الأبيض” نسبة لحصان أبيض يدعى “بيلي” كان يمتطيه أحد رجال الشرطة التي كانت تحاول إخلاء أرضية الملعب بعد استباحتها من الجماهير.
كانت صورة الشرطي وهو يمتطي الحصان “بيلي” أشهر الصور التي رصدتها الصحافة البريطانية، ومنها جاءت تسمية النهائي، حيث طغت هذه الصورة على أحداث المباراة ونتيجتها.
تقرير “مانشستر غارديان” عام ١٩٢٣ عن افتتاح ملعب ويمبلي
يقف ملعب ويمبلي مثل قلعة رمادية على قمة تل، يتميز من بعيد بتوأم من الأبراج.
في الجزء العلوي من التل، كان على الجماهير المرور عبر عدد من البوابات الدوارة، ثم واجهوا الجدار الخارجي الضخم للملعب.
تتخلل الجدار الخارجي الضخم بمسافات متباعدة بوابات حديدية تؤدي إلى المدرجات الموجودة على المنحدر المخصص لأماكن الوقوف.
من الساعة الثانية عشر ظهرًا كان هناك تدفق مستمر للجمهور من خلال البوابات الدوارة، لكن كل شيء كان يسير بسلاسة.
الساعة ١٣.٣٥ لم يعد هناك مكان لأي شخص، أكبر حشد رأيته على الإطلاق، فلا يوجد مكان آخر يستوعب 125000 شخص.
خارج الملعب تجمع الآلاف وكانوا يحاولون الدخول، وسط محاولات من الشرطة لمنعهم، والسماح لحاملي التذاكر بالدخول.
بعد الساعة الثانية ظهراً شوهد الناس لا يزالون يضغطون على الفتحات الموجودة في الجدار الخارجي، ويبدو أنهم وجدوا طريقة ما للدخول.
“إنهم يقتحمون الملعب”
الساعة ١٤:٢٠، شوهد حشد مثير للفضول في الزاوية البعيدة بجوار المرمى الغربي، ركضوا فجأة للأمام وألقوا بنفسهم على خط التماس.
تم تكرار هذه الحركة من قبل مجموعات أخرى من الجمهور، وكان من الواضح على الفور أن العشب المقدس كان في خطر التلف.
اقرأ المزيد: مانشستر يونايتد يواجه فولهام في كأس الاتحاد الإنجليزي
علمنا أن البوابات قد أُغلقت في الساعة الثانية ظهراً، وأن الجهود تُبذل لمنع المزيد من الأشخاص من القدوم إلى ويمبلي.
بعد ذلك جاءت الصيحة المليئة بالذعر على طول المدرجات “إنهم يقتحمون الاستاد”، مع إضافة جملة “لن يلعبوا اليوم”.
راقبت لفترة من الوقت التعدي المستمر للجمهور على الأرضية الخضراء، ثم صعدت إلى شرفة عالية توفر رؤية جيدة.
كانت الساعة الآن ١٤.٣٥ وكان من المقرر وصول الملك في غضون بضع دقائق.
مباشرة أسفل الجدار الضخم، كان الضغط أكبر، بدا الحشد يتحرك على طول الجدار، كما لو كان يبحث عن مكان ما للاقتحام.
كان الرجال يقفزون فوق البوابات الدوارة في جميع الاتجاهات، وفي أحد الأماكن بدا أن الحاجز الحديدي نفسه قد انهار.
يمكن رؤية الشباب الذين يرتدون القبعات يتسلقون العوارض الحديدية، ويتخطون الجدار العلوي، ويقفزون ضمن الحشد المكتظ داخل السور.
كانوا يفعلون ذلك بثبات، مثل النمل يتبع زعيمًا، قيل لي أن هذا الاقتحام استمر لمدة ساعة.
دخلت الغالبية العظمى من الغزاة عن طريق الاندفاع وتحطيم البوابات الحديدية المؤدية إلى المدرجات المخصصة للمشاهدين الواقفين.
قيل لي أن اثنتين على الأقل من هذه البوابات تحطمتا بسبب التأثير الهائل للحشد الذي تصرف مثل كبش قوي.
لا يمكن للشرطة عند هذه البوابات فعل أي شيء، عندما تم كسر إحدى البوابات، فتحت السلطات بعض البوابات الأخرى، فشعرت بالرعب الشديد من الزحام.
الملك يصل وسط الفوضى
شعر المرء بالأسف بشكل خاص للنساء اللاتي تم القبض عليهن وسط الحشد هنا.
تمسكت فرق الإسعاف بمواقعها بشكل بطولي، ولكن كان من الصعب العثور على ممرات خالية لنقل المصابين على نقالات، ثم نقلهم بأمان إلى مراكز التضميد.
في خضم هذه الاضطرابات، وصل الملك دون أن يلاحظه أحد، واستمر هذا الوضع الكئيب للملعب حتى بعد الساعة الثالثة ظهراً.
احتشد رجال الشرطة المشاة، بعد أن غمرتهم الدهشة تمامًا، وقاموا بمحاولات نبيلة، ولكن عقيمة لإبعاد الحشود عن الأرضية.
لقد ضاعوا بين الحشود التي انتشرت في كل مكان، حتى أن الحشود أحاطت بالشرطة، وهم يستمعون إلى الموسيقى.
استمرت الفرقة الموسيقية بالعزف كأنه لم يحدث شيء، وكانت الفرقة تحافظ على موقعها في زاوية مرئية وواضحة من العشب.
كانت المحاولة الثانية للشرطة من أبطال الفرسان، الذين اخترقوا الأرضية بخيول قليلة لكنها جميلة.
كان هناك العشرات منهم، يتقدمهم شرطي على حصان أبيض (الحصان بيلي).
اقرأ أيضاً: من هم أفضل الهدافين في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز؟
تجمع رجال الشرطة الذين يمتطون الخيول في المنتصف، وقاموا بالإخلاء تدريجيًا عن طريق دفع الناس جانباً برفق باستخدام خيولهم .
اتسعت المساحة التي أفرغها الفرسان حتى ظهرت مساحة عريضة من اللون الأخضر، لكن جهودهم كان تفشل باستمرار بسبب تدفقات الحشود الجديدة.
بعد مرور بعض الوقت، جاء الفريقان إلى أرض الملعب على أمل أن الناس سيحترمونهم كأبطال حقيقيين في هذا اليوم.
بعدها تولت الحشود إدارة نفسها، في كامل أنحاء أرضية الملعب أمسك الرجال أيديهم ببعض ليشكلوا سلسلة على حواف خط التماس.
وقفت الشرطة أمام السلاسل على خط التماس، وخلف المرمى، وأصبحت هذه السلاسل هي الصفوف الأولى للجماهير.
أخيرًا، كان هناك متسع كافٍ من الأرضية، رغم الشكوك ما إذا كان خط التماس واضحًا في جميع أرجاء الملعب.
لقد كان مشهدًا غريبًا ومجنونًا، ولكن باستثناء الأشخاص الذين أصيبوا وكانوا يتلقون العلاج، استمتع الجميع بشكل عام.