ديلي سبورت عربي
يمكن لعدد قليل من فرق الفورمولا 1 أن تتباهى بتاريخ يمتد لعقود من الزمن، لكن يوم السبت مكلارين احتفلت بمرور 60 عاماً على تأسيسها.
لحظة تختصر سنوات طويلة من الأوقات الصعبة والتحديات الثقيلة. ولعل الأمر الأكثر إثارة للدهشة في هذه الذكرى ليس فقط المدى الذي وصل إليه الفريق،
بل مدى احترامهم لمؤسسه، بروس مكلارين، على الرغم من وفاته في عام 1970.
مكلارين شهيد الفورمولا 1
توفي النيوزيلندي بروس مكلارين عن عمر يناهز 32 عامًا في عام 1970، بعد سبع سنوات من تأسيس الفريق،
حدثت واقعة الوفاة عندما تعرض مكلارين لحادث أثناء اختبار سيارة فريقه الرياضية M8D في جودوود.
في ذلك الحين كانت قد مرت سبع سنوات فقط منذ أن قام بتأسيس فريق مكلارين في 2 سبتمبر 1963،
وأربع سنوات فقط بعد ظهورهم لأول مرة في الفورمولا 1 في موناكو، في حين حقق مكلارين نفسه فوزه الأول في الفورمولا 1 في سبا عام 1968.
احترام ممتد عبر السنين لمؤسس لم يغب عن الأذهان
ما يلفت الانتباه في تلك الفترة هو المدى الذي وصل إليه هذا الفريق خلال وقت قصير، وهو ما يمثل إشادة بقيادة مكلارين وشخصيته وقدرته على إلهام الجميع من حوله.
وبالنسبة للجميع فروح مكلارين لا تزال حية، كما يشهد بذلك ميكانيكي سابق، إذ يتذكره باعتزاز واحترام كبير.
هذا الرجل الذي كان ثالث شخص ينضم إلى الفريق في ورشة العمل الخاصة بهم بعد أشهر فقط من تأسيس مكلارين..
هودين جانلي يبلغ من العمر 81 عامًا الآن، يصف مكلارين بأنه كان أعظم قائد من الرجال الذين قابلهم في حياته كلها.
يقول :”لو جاء بروس إلى المتجر ذات يوم وقال: “يا رجال، لن نعمل على سيارات السباق اليوم،
بل سنسير عبر الصحراء الكبرى”. كلنا سنقول حينها: “حسنًا يا بروس، إذا كان هذا هو ما تعتقده فنحن ذاهبون معك.”
البدايات المتواضعة استحوذت على النصر باكرًا
منذ وقت مبكر احتل فريق مكلارين المركز الثاني بعد فيراري سواء من حيث كونه فريق الفورمولا 1 الأكثر نجاحًا مقارنةً بالانتصارات في السباق أو من حيث المشاركة المستمرة في الرياضة،
إلا أن ما وجده جانلي عندما وصل إلى هناك كان أكثر البدايات تواضعًا.
يقول: “لقد بدأنا في ورشة عمل صغيرة في نيو مالدن، كنا نعمل بين الجرافات. ربما كانت الأرضية خرسانية في وقت ما،
لكنها تحطمت، لذا كانت مجرد تراب. كان هناك طاولة عمل خشبية عليها منجلة، ومكبس حفر وبعض زجاجات اللحام، وهو الحد الأدنى مما نحتاجه.”
وبحلول سبتمبر 1964، تمكنوا من صناعة أول سيارة مكلارين، M1، والتي حققت نجاحًا كبيرًا بعد فترة وجيزة وتم تصنيعها وبيعها باسم M1A.
وبعد ذلك في يونيو 1965، كانوا يعملون على ما سيصبح أول سيارة فورمولا 1 للفريق، وهي سيارة M2B، والتي ظهرت لأول مرة في موناكو.
اقرأ أيضاً: ميسي يجذب انتباه المشاهير، سيلينا غوميز تنبهر من أداء ميسي على أرض الملعب
فريق مكلارين الحالي: ولاء عميق وشغف لا ينتهي
نشأ مدير الفريق الحالي، زاك براون، كمشجع لفريق مكلارين وهو مؤرخ متحمس لهذه الرياضة. في الواقع، فهو يمتلك سيارة
M8D الرياضية التي تسابق بها دان جورني وفاز بها في الجولة الأولى من سلسلة Can-Am عام 1970 بعد أيام قليلة من
مقتل ماكلارين.
يقول: “أعلم أنه بعد مقتله، حضر الجميع للعمل في اليوم التالي لأن هذا ما كان بروس يريده وأنا أتفهم ذلك حقًا”. “إن
مسيرته وتاريخه ملهمان. إنها تجعلها علامة تجارية شخصية، وليست مجرد شركة. نشعر بحضور بروس وإرثه في كونه
متسابقًا ومبتكرًا ومتواضعًا وشجاعاً، هذه كل الأشياء التي نحملها منه”.
مركز مكلارين للتكنولوجيا: رؤية سباقة لواقع الفورمولا 1
يعد مصنعهم ومقرهم الرئيسي، مركز مكلارين للتكنولوجيا (MTC) في ووكينغ، مثالًا ساطعًا على حداثة الفورمولا 1، وهو
مكان عمل مصمم بهدف صريح وهو تسهيل كل من فن وعلم سباقات الفورمولا1.
يقول جانلي: “إن MTC مدهش للغاية”. “يسألني الناس ماذا سيقول بروس لو استطاع رؤيته. أعتقد أنه ربما سيقول: نعم،
هذا صحيح، هذا هو المكان الذي كنت أحلم به.”
