مايكل أوليس يسد الفراغ الذي خلفه أنطوان غريزمان في منتخب فرنسا

ديلي سبورت عربي
حقق المنتخب الفرنسي انتصارًا مهمًا على كرواتيا ليحجز مقعده في نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية، بفضل أداء مميز من مايكل أوليس، الذي سجل هدفًا وصنع آخر، ليؤكد أنه الوريث الجديد لأنطوان غريزمان في تشكيلة ديدييه ديشامب.
بعد أكثر من عقد من الزمن كعنصر أساسي في منتخب فرنسا، يبدو أن غريزمان قد سلّم الشعلة لأوليس، الذي أثبت جدارته سريعًا رغم التحديات التي واجهها في بداية مشواره الدولي.
بداية صعبة مايكل أوليس مع المنتخب
كان أوليس قد لفت الأنظار خلال مشاركته مع منتخب فرنسا الأولمبي في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية، حيث ساهم في تحقيق الميدالية الفضية.
إقرأ أيضاً: مبابي يكشف حقيقة علاقته بجريزمان ويؤكد: لا خلافات داخل منتخب فرنسا
وبعد ذلك، تلقى استدعاءً لأول مرة من ديشامب في سبتمبر، وهو ما تزامن مع انتهاء مسيرة غريزمان الدولية مع “الديوك”.
لكن بدايته لم تكن سهلة، حيث ظهر متوترًا خلال أول مباراة له ضد إيطاليا، والتي انتهت بخسارة فرنسا 3-1.
رغم حماسه الكبير، واجه أوليس صعوبة في التأقلم مع الدور الجديد، خاصة وأنه كان مطالبًا بتعويض الفراغ الذي تركه غريزمان في خط الوسط الهجومي.
معضلة خط الوسط الفرنسي
على مدار السنوات الماضية، واجه ديشامب تحديًا كبيرًا في تشكيل خط وسط متوازن، خاصة في ظل وجود لاعبين يتمتعون بقدرات بدنية أكثر من المهارات الفنية.
خلال بطولة أمم أوروبا الأخيرة، ازدادت التساؤلات حول فعالية خط الوسط الفرنسي، بالتزامن مع تراجع تأثير غريزمان. في مباراة الذهاب ضد كرواتيا، اعتمد ديشامب على خطة غير متجانسة من أربعة لاعبين في الوسط، لكنها لم تؤتِ ثمارها، حيث خسر الفريق 2-0.
صرّح المدرب بعد اللقاء قائلاً: “افتقدنا الدقة الفنية”، وهو الأمر الذي كان واضحًا طوال مشوار المنتخب في البطولة.
أوليس في مركز غريزمان: الحل الجديد؟
في مباراة الإياب، غيّر ديشامب النهج التكتيكي إلى 4-4-2، ومنح أوليس حرية أكبر في التحرك بين الجناح الأيمن ووسط الملعب.
رغم أنه لم يقدم مباراة مثالية، إلا أن تأثيره كان واضحًا، حيث لمس الكرة أكثر من أي لاعب هجومي آخر في الفريق، ما يعكس قدرته على التمركز الجيد والمساهمة في بناء اللعب.
في المقابل، فقد الاستحواذ على الكرة 28 مرة، وهو رقم مرتفع يعكس محاولاته المستمرة للمراوغة والتمريرات الإبداعية، لكنه في بعض الأحيان افتقد الانسجام مع زملائه.
حاجز اللغة وتأثيره على التواصل
يواجه أوليس تحديًا آخر يتمثل في حاجز اللغة، حيث نشأ في إنجلترا لأب نيجيري وأم فرنسية جزائرية، لكنه كان يرد باللغة الإنجليزية عندما كان طفلاً.
خلال مؤتمره الصحفي الأول كلاعب في المنتخب الفرنسي، احتاج إلى مساعدة زميله لويك بادي في الترجمة. هذا العامل قد يؤثر على مدى اندماجه داخل المجموعة، لكنه يبذل جهدًا لتطوير لغته، خصوصًا مع وجود عدد من اللاعبين الفرنسيين في بايرن ميونيخ، مثل دايوت أوباميكانو وكينغسلي كومان وساشا بوي.
أداء حاسم يعزز مكانته
رغم كل التحديات، قدم أوليس أداءً حاسمًا ضد كرواتيا، حيث سجل أول هدف مباشر من ركلة حرة لفرنسا منذ عام 2007، متفوقًا حتى على كيليان مبابي، الذي لم يسجل أي هدف مباشر من ضربة ثابتة خلال مسيرته. كما صنع هدفًا آخر لعثمان ديمبيلي، ليؤكد أنه قادر على صناعة الفارق.
منافسة قوية على مركزه
ورغم أن أوليس يبدو الخيار الأول لديشامب في هذا المركز، إلا أن المنافسة تظل قائمة. فقد ظهر ديزيريه دوئي لأول مرة مع المنتخب في نفس المباراة، وقدم أداءً جيدًا، كما أن ريان شرقي يتألق مع ليون هذا الموسم، حيث يتصدر قائمة صانعي الأهداف في الدوري الفرنسي والدوري الأوروبي.
بالإضافة إلى ذلك، فإن ماغنيس أكليوش لاعب موناكو يلفت الأنظار، ومدربه أدي هوتير يرى أنه جاهز للمشاركة الدولية.
أمل فرنسا في المستقبل
مع اعتزال غريزمان وأسماء أخرى مثل أوليفييه جيرو، هوغو لوريس، ورافائيل فاران منذ كأس العالم 2022، يواجه ديشامب تحدي بناء فريق جديد قبل مونديال 2026.
ومع تبقي أقل من عام ونصف على البطولة، يمكن للمدرب أن يكون مرتاحًا لمعرفة أن لديه الآن بديلاً واعدًا لغريزمان، وأن مايكل أوليس مستعد لحمل الشعلة والمضي قدمًا في قيادة خط وسط المنتخب الفرنسي.