
ديلي سبورت عربي – إنجلترا
في خطوة أثارت موجة من الانتقادات، فازت مانشستر سيتي بمعركة قانونية حول “قواعد الرعاية” التي اعتبرها الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم (Premier League) غير قانونية، فيما يُلقى اللوم على الرئيس التنفيذي للدوري، ريتشارد ماسترز، الذي وُصف بأنه “بطة” متأخرة في اتخاذ القرارات.
جاء ذلك بعد تقديم لجنة تحكيم مستقلة تقريرًا في أكتوبر يحدد أن قواعد معاملات الأطراف المرتبطة (APTs)، التي أدخلت عقب الاستحواذ الذي قادته السعودية على نيوكاسل، مخالفة للوائح المنافسة بسبب استثناء القروض الممنوحة من المساهمين من تقييمات السوق العادلة.
خلفية النزاع مع مانشستر سيتي: قواعد الرعاية والتحكم المالي
تم إدخال قواعد معاملات الأطراف المرتبطة في الدوري الإنجليزي بعد الاستحواذ السعودي على نيوكاسل، ويُعتقد أنها وُضعت في محاولة يائسة لمنع الأندية من إجراء صفقات رعاية كبيرة قد تعطيها ميزة مالية غير عادلة، مثل الصفقات التي حاولت مانشستر سيتي إبرامها مع “Etihad Airways” و”Abu Dhabi First Bank”.
وقد ورد في تقرير صحيفة “Mail Sport” أن لجنة تحكيم مستقلة، ضمت قاضيًا بارزًا من إنجلترا وويلز وقاضيًا سابقًا من المحكمة التجارية، خلصت إلى أن ثلاثة عناصر من هذه القواعد تشكل مشكلات قانونية، أهمها عدم إخضاع القروض الممنوحة للمساهمين لنفس معايير تقييم السوق.
ردود فعل الأندية والإدارة: تجاهل التحذيرات والتعديلات الضئيلة
على الرغم من توجيه تحذيرات لاذعة من قبل مانشستر سيتي، والتي طالبت بتعديل شامل لقواعد الرعاية، تصرف الرئيس التنفيذي للدوري، ريتشارد ماسترز، بشكل مختلف؛ إذ أعلن في رسالة إلكترونية إلى الأندية أن لجنة التحكيم “صدقت” على القواعد وأنها تحتاج فقط إلى “لاصقات جراحية” بسيطة.
في هذا السياق، وُوجهت أيضًا تحذيرات من المستشار القانوني العام للدوري، سايمون كليف، الذي وصف الوضع بأنه “قد يقترب منه شيء حاد” داعيًا الأندية إلى الانتظار حتى صدور الحكم النهائي بشأن صلاحية القواعد بأكملها.
ومع ذلك، وفي نفس الشهر، أجرت رابطة الدوري تصويتًا على النظام المعدل، حيث فاز بأغلبية 16 صوتًا مقابل 4 أصوات، في محاولة لتثبيت النظام رغم الضغوط والانتقادات.
الحكم النهائي والتداعيات المستقبلية
في الأسبوع الماضي، عاد الحكم من اللجنة القضائية لتأكيد أن القواعد التي طالما عمل بها الدوري خلال السنوات الثلاث الماضية “باطلة وغير قابلة للتنفيذ”.
ومع ذلك، واصل ماسترز التقليل من خطورة الوضع في رسالته، مشيرًا إلى أن القواعد الجديدة ستُطبق، دون ذكر التكاليف القانونية التي قد يتكبدها الدوري؛ إذ من المتوقع أن تسعى مانشستر سيتي لاسترداد مبلغ 10 ملايين جنيه إسترليني، بينما قد يضطر الدوري لدفع مبلغ مماثل تعويضًا عن الفرص الضائعة التي رُفضت بموجب النظام السابق.
كما يبقى احتمال أن يسعى الأندية التي حُجبت عنها صفقات رعاية بموجب النظام السابق إلى الحصول على تعويضات قانونية، مما يزيد من الضغوط على الإدارة.
اقرأ أيضاً: توتنهام – مانشستر يونايتد | مباراة الحظ السيء للشياطين والسبيرز
اللوم على القيادة: إدارة الدوري ومسؤوليتها
يُعتبر هذا الوضع المؤسف مثالاً واضحًا على ضعف الإدارة التنفيذية للدوري الإنجليزي، حيث يرى النقاد أن الرئيس التنفيذي ريتشارد ماسترز لم يستوعب أهمية التحذيرات القانونية والضغوط الدولية التي أُثيرت ضد قواعد الرعاية، ما أدى إلى اتخاذ قرارات تعديلية ضئيلة لا تُغير من الوضع الفعلي.
ويُشير البعض إلى مقولة الشاعر الأمريكي جيمس ويتكومب رايلي الشهيرة، التي تقول: “عندما ترى طائرًا يمشي كالبتة ويسبح كالبتة ويزق كالبتة، تسميه بطة”، في إشارة إلى أن ماسترز لم يتمكن من تمييز الحقائق وإدراك المخاطر، مما يجعله المسؤول عن الفشل في حماية مصداقية الدوري.