الدوري السعوديالرئيسية

لماذا يعاني المنتخب السعودي هجومياً وما الحل؟

ديلي سبورت عربي-وكالات 

تعيش الكرة السعودية حالة من القلق الكبير بعد الهزيمة المفاجئة أمام منتخب إندونيسيا بنتيجة 0-2، وهو ما وضع المنتخب السعودي في موقف صعب ضمن تصفيات كأس العالم 2026. 

الهجوم السعودي في أزمة: أداء ضعيف ومخاوف من التأهل

بعد مرور 6 جولات من التصفيات، اكتفى “الأخضر” بـ6 نقاط فقط، وسجل 3 أهداف فقط، مما يثير تساؤلات حول أسباب الأزمة الهجومية التي يعاني منها الفريق.

ماجد عبد الله: “لدينا مشكلة في المهاجمين”

أسطورة كرة القدم السعودية، ماجد عبد الله، الذي سجل 72 هدفاً مع المنتخب في 117 مباراة دولية، أشار بوضوح إلى المشكلة الرئيسية في المنتخب السعودي، وهي ضعف الخط الهجومي.

وقال ماجد متسائلاً: “كم هدفاً سجلنا؟”، مضيفاً: “سجلنا 3 أهداف فقط في التصفيات الحالية، عبر مدافع (حسن كادش) مرتين، ولاعب وسط (مصعب الجوير)”.

مع اقتراب اليابان من التأهل المباشر بتصدرها المجموعة بـ16 نقطة، تصاعدت المنافسة بين المنتخبات الأخرى على المركز الثاني المؤهل مباشرة، حيث يتساوى كل من إندونيسيا، السعودية، البحرين، والصين برصيد 6 نقاط، بفارق نقطة واحدة عن أستراليا صاحبة المركز الثاني.

الاحتياطيون على حساب الأساسيين: مشكلة الدوري السعودي

أرجع ماجد عبد الله جزءاً كبيراً من الأزمة إلى غياب المشاركة المنتظمة للاعبين المحليين في أنديتهم.

فقد أصبحت الأندية السعودية تعتمد بشكل متزايد على المحترفين الأجانب، وهو ما يقلل من فرص اللاعبين المحليين، خصوصاً المهاجمين، في الحصول على دقائق لعب أساسية.

مع جلب النجوم العالميين مثل كريستيانو رونالدو، كريم بنزيمة، ونيمار، لم يعد للمهاجمين المحليين دور بارز في تشكيلة أنديتهم.

الإنفاق الكبير والتأثير على اللاعبين المحليين

وبينما بلغ إنفاق الأندية السعودية الصيف الماضي 431 مليون دولار، يعتبر ماجد عبد الله أن الأندية لم تترك مساحة كافية للمهاجمين المحليين للظهور في المباريات.

تفضل الأندية شراء اللاعبين الأجانب على حساب تطوير اللاعبين المحليين، مما يفاقم المشكلة في منتخب الوطن.

ورغم هذه الصعوبات، يبقى الأمل قائماً في أن يستعيد المنتخب السعودي توازنه الهجومي في المباريات المقبلة.

رؤية ياسر القحطاني: الانتقادات مستمرة

في الوقت نفسه، يعبر نجم المنتخب والهلال السابق ياسر القحطاني عن غضبه من الأداء المخيب للأخضر. فقد وصف الخسارة أمام إندونيسيا بأنها “تاريخية”، مشيراً إلى أن الوضع لا يمكن تفسيره بمبررات التحكيم أو الظروف.

وفي تحليله للمباراة عبر قناة “بي إن سبورتس”، قال القحطاني: “لم يكن أحد يتوقع أن تجد الكرة السعودية تبحث عن الأخطاء التحكيمية كعذر للفشل في الفوز على منتخب إندونيسيا”.

رينارد: قلق مستمر من غياب التشكيلة الأساسية

المدرب الفرنسي هيرفي رينارد، الذي عاد لتولي قيادة المنتخب السعودي بعد إقالة الإيطالي روبرتو مانشيني، يواجه تحدياً كبيراً في قيادة الفريق نحو التأهل.

في ظل غياب لاعبين أساسيين عن المشاركة المنتظمة مع أنديتهم، أصبح رينارد أمام معضلة فنية تتعلق بكيفية تحسين الأداء الهجومي.

حيث أشار مانشيني، عقب التعادل مع إندونيسيا في الجولة الأولى، إلى أن “20 لاعباً من تشكيلتنا لا يشاركون بشكل أساسي مع أنديتهم”، وهو ما يعكس عمق المشكلة.

فؤاد أنور: “التصريحات لا تبرر الفشل”

من جهته، يرى فؤاد أنور، أحد نجوم المنتخب السعودي في التسعينيات، أن المبررات التي قدمها مانشيني لم تكن مقنعة.

وقال أنور لـ”وكالة الصحافة الفرنسية”: “لم يكن من المنطقي أن يتمسك مانشيني بلاعبين احتياطيين بناءً على الأسماء أو الأندية التي ينتمون إليها، في وقت كان يجب فيه الاعتماد على اللاعبين الذين يقدمون فائدة حقيقية في المباريات”.

وأضاف أنور أن فوز إسبانيا ببطولة كأس أوروبا العام الماضي، رغم غياب لاعبي ريال مدريد وبرشلونة، يعكس أهمية استثمار الفرص لللاعبين المحليين الذين يشاركون بانتظام.

حلول محتملة: الاعتماد على اللاعبين الجاهزين

بالنظر إلى الأزمة الحالية، يعتبر فؤاد أنور أن الفرصة ما زالت قائمة للتأهل إلى كأس العالم إذا تمت معالجة هذه المشكلات.

ويؤكد أن المنتخب بحاجة إلى التركيز على اللاعبين المحليين الذين يشاركون بانتظام في التشكيلة الأساسية لأنديتهم، مثل المهاجمين فراس البريكان (الأهلي) وسالم الدوسري (الهلال).

اقرأ أيضا: مانشيني.. إقالته من تدريب المنتخب السعودي وتفاصيل مكافأته

ويرى أن هؤلاء اللاعبين يمثلون أحد الحلول الرئيسية لتحسين الأداء الهجومي في المباريات المقبلة.

المباريات المقبلة: الأمل في التأهل مستمر

تستمر آمال المنتخب السعودي في التأهل لكأس العالم، رغم التحديات الحالية.

مع اقتراب الجولة السابعة من التصفيات، حيث يستضيف المنتخب السعودي نظيره الصيني في 20 مارس المقبل، سيبقى الأمل في التأهل قائماً، لكن يتطلب الأمر إصلاحات عاجلة في الأداء الهجومي.

إذا تمكن الأخضر من معالجة مشكلات المهاجمين وتحسين مشاركتهم في المباريات المحلية والدولية، فقد يظل الطريق مفتوحاً نحو التأهل للمرة السابعة إلى المونديال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى