الرئيسيةكرة قدم عربية

كرة القدم الفلسطينية .. حكاية صمود في وجه الاحتلال

ديلي سبورت عربي – وكالات

تعيش كرة القدم الفلسطينية واقعا صعبا تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي، حيث تعاني البلاد من هجمات قوات الكيان على شعبنا في غزة، في ظل صمت المجتمع الدولي. 

وعلى الرغم من ذلك نجح منتخب فلسطيني في تحقيق بداية جيدة في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026، حيث تعادل في المواجهة الأولى مع منتخب لبنان، قبل أن يخسر بصعوبة أمام استراليا  بهدف مقابل لاشيء.

كرة القدم الفلسطينية النشأة والتأسيس

تعود علاقة فلسطين بكرة القدم لبدايات القرن العشرين الذي شهدت السنوات الثماني والثلاثين الأولى منه محطات مضيئة على صعيد إرساء دعائم كرة القدم. حيث تشكل أول فريق كروي عام 1908 في مدرسة الروضة في القدس، وازدهرت كرة القدم في بداية العشرينيات إبان فترة الاحتلال البريطاني لفلسطين.

كرة القدم الفلسطينية
فريق مدرسة سان جورج أيام الانتداب البريطاني

وتأسس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم في عام 1928م في مدينة القدس، وانضم إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم والاتحاد الآسيوي لكرة القدم في 1998م.

وشاركت فلسطين في تصفيات كأس العالم سنة 1934 والذي أقيم في إيطاليا، وكانت نتيجة مباراتي فلسطين أمام مصر هي الفاصلة في الوصول إلى نهائيات مونديال إيطاليا 1934، وخسرت فلسطين مباراتيها أمام مصر في القدس والقاهرة، وتأهلت مصر إلى النهائيات، كما شاركت فلسطين في تصفيات كأس العالم 1938 وعلى ضوء ذلك كان المنتخب الوطني الفلسطيني لكرة القدم أول منتخب عربي آسيوي يشارك في تصفيات كأس العالم.

كرة القدم الفلسطينية في عصر الازدهار

نشأت العديد من الفرق الفلسطينية في الثلاثينيات والأربعينيات، حيث بدأت كرة القدم بالازدهار، ومنها نادي الدجاني والأرثوذكسي في القدس، ونادي إسلامي يافا وإسلامي حيفا، والنادي القومي وعكا الرياضي في عكا، ونادي غزة الرياضي والنادي العربي والنادي الأرثوذكسي في غزة.

فلسطين
فريق يافا

ومن أشهر اللاعبين الفلسطينيين في تلك الفترة: جبر الزرقة، جورج مارديني، ميشيل الطويل، عبد الرحمن الهباب، رشاد الشوا، حيدر عبد الشافي، جورج رشماوي.

وشهدت الفترة ذاتها تطورا ملحوظا للكرة الفلسطينية، وأقيمت المباريات الرسمية والودية على ملاعب القدس ويافا وحيفا وغزة وغيرها من المدن الفلسطينية، إضافة إلى استضافة الفرق العربية من الدول المجاورة سورية ولبنان ومصر والأردن.

كرة القدم الفلسطينية بعد النكبة

وبعد أحداث النكبة عام 1948، ونتيجة للعدوان الإسرائيلي وتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، تشتت نجوم الكرة الفلسطينية في مخيمات اللاجئين في العديد من الدول العربية المجاورة والشتات.

ما لبثت الكرة الفلسطينية أن استعادت عافيتها من جديد، وظهرت فرق جديدة في فلسطين والشتات كان أساسها اللاعبون النازحون من المدن الفلسطينية الرئيسة. وكانت أول مشاركة فلسطينية على المستوى العربي، مشاركة المنتخب الفلسطيني القادم من غزة ولاعبي الشتات في الدورة العربية الأولى بالإسكندرية عام 1953، والدورات العربية اللاحقة، وكان الإانجاز الأكبر للكرة الفلسطينية وصولها إلى المربع الذهبي في الدورة العربية الرابعة بالقاهرة عام 1964.

فلسطين
فلسطين

وشهد قطاع غزة في سنوات الستينيات تقدما كرويا في ظل انتظام المسابقات الرسمية للدوري والكأس، حيث شاركت الفرق الفلسطينية في الضفة الغربية بمسابقات الدوري الأردني.

قبل أن تعود كرة القدم للتراجع، بعد النكسة الثانية عام 1967، حيث توقف النشاط الكروي في الأراضي الفلسطينة المحتلة حتى عام 1973.

عناوين أخرى تهمك 

عودة الكرة الفلسطينية وإنجازاتها

ومع عودة السلطة الوطنية الفلسطينية إلى الوطن عام 1994، دخلت الكرة الفلسطينية عهدا جديدا بإعادة تشكيل وانتخاب الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، وإعادة عضويته في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) والاتحاد الآسيوي.

وفي عام 1998، بدأت المسابقات الرسمية المحلية طريقها للانتظام، وعادت الكرة الفلسطينية للمشاركة في البطولات العربية من خلال بطولات الأندية والبطولات العربية وفي المسابقات الدولية والقارية.

وسُجلت أول مشاركة رسمية للمنتخب الوطني عربياً في تصفيات كأس العرب التي أقيمت في لبنان 1998، كما شارك المنتخب الوطني الفلسطيني في الدورة العربية التاسعة التي أقيمت في الأردن عام 1999، حيث تمكن من الحصول على الميدالية البرونزية فيها، كما اختار الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، منتخب فلسطين كأحسن منتخب في آسيا عن شهر أغسطس 1999، وشارك الفدائي في بطولة غرب آسيا الأولى (كأس الحسين) التي أقيمت في الأردن عام 2000.

وفي عام 2001 وبعد أكثر من 66 عاما، عادت فلسطين إلى المشاركة في تصفيات كأس العالم، وحصل المنتخب الفلسطيني على المركز الثاني في المجموعة التي ضمته بعد قطر، واختير كأحسن منتخب آسيوي عن شهر مارس 2001، كما شارك في بطولة غرب آسيا في سوريا عام 2002 في حين شارك المنتخب الأولمبي الفلسطيني في دورة الألعاب الآسيوية “بوسان” في كوريا الجنوبية.

وشارك المنتخب الوطني الفلسطيني في بطولة كأس العرب (بطولة الأمير فيصل بن فهد الثامنة لكأس العرب) والتي أقيمت في الكويت في ديسمبر 2002 وحقق المركز الثالث.

كرة القدم الفلسطينية
منتخب فلسطين المشارك بالبطولة العربية في الكويت 2002

وقدمت الكرة الفلسطينية في حقبة التسعينات وبداية الألفية الجديدة، أي منذ عودتها إلى الكرة العربية والآسيوية، العديد من النجوم أمثال صائب جندية كابتن المنتخب الذي احترف في صفوف الحسين إربد الأردني، وفادي لافي الذي احترف في صفوف الوحدات والفيصلي وشباب الأردن، وخلدون فهد ومحمد السويركي في الجزيرة الأردني، وزياد الكرد في فريق الوحدات الأردني، ورمزي صالح الذي احترف في صفوف الأهلي المصري والمريخ السوداني.

وفي الفترة الأخيرة تميز العديد من لاعبي الفدائي أمثال عبد اللطيف البهداري الذي احترف في الوحدات الأردني وزاخو العراقي، وأحمد كشكش في الوحدات الأردني، وكذلك فهد العتال في الجزيرة والوحدات الأردنيين، ومراد إسماعيل في الوحدات الأردني، وإسماعيل العمور في البقعة الأردني وخضر أبو حماد في الفيصلي الأردني، وأشرف نعمان الذي احترف في الفيصلي والوحدات الأردنيين والفيصلي السعودي.

رمزي صالح
رمزي صالح حارس مرمى منتخب فلسطين والذي احترف في الأهلي المصري

وبالرغم مما ذكر من إنجازات، إلا أن المعيقات الإسرائيلية وتواضع الإمكانات والخبرة للرياضة الفلسطينية، كان واضحا، وخاصة أنه لم تكتمل البطولات أو المسابقات المحلية ما قبل عام 2008.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى