مات الملك ..حُبّه لسانتوس وبعض الفاصولياء ، منعتا بيليه من الاحتراف في القارة العجوز
ديلي سبورت عربي _اعداد هيئة التحرير
لماذا لم يخض بيليه البرازيلي المتوج ثلاث مرات بكأس العالم أي تجربة احترافية في أوربا؟
سؤال كان لابد أن يطرح بعد وفاة الجوهرة السوداء بيليه
والذي وافته المنية الخميس الماضي بعد صراع مع السرطان عن عمر يناهز 82 عاماً
في عودة للوراء نجد أن هناك عروضاً سخية قد انهالت على النجم البرازيلي من قبل أندية أوربية مرموقة
والتي كان يحلم للعب فيها اي لاعب برازيلي او أمريكي جنوبي.
بيليه البرازيلي صاحب رقم 10 لم تغره أموال الأوربيين
وكشف تقرير نشره موقع قناة “تي أف 1” الفرنسية (TF1)، أن مسيرة بيليه الكروية لم تتخللها أية “فترة أوروبية”
مثل جل نجوم كرة القدم في البرازيل وكان هذا أيضا أحد الأسرار المثيرة للاهتمام
وكثير من الجدل في وسائل الإعلام المحلية والعالمية
وأضاف تقرير القناة الفرنسية أن اللاعب “رقم 10 في منتخب السيليساو تجاهل أوروبا وعروضها وأموالها ومغرياتها”.
وبدأت مسيرة بيليه الاحترافية التي دامت عقدين من الزمن عام 1956
عندما أخذه مدربه فالديمار دي بريتو إلى مدينة سانتوس، وهناك بدأت تتشكل فصول قصة من الإبداع الكروي
والنجومية الخالدة والتي استمرت حتى سنة 1974 عندما انتقل إلى نادي نيويورك كوسموس الأميركي
حيث حمل ألوانه في 64 مباراة وأنهى به مشواره .
البرازيل منجم للمواهب في أوربا
وتشتهر البرازيل بأنها أرض كروية خصبة لأوروبا
وفي عالم مفتوح لانتقال اللاعبين جعل انتقال المواهب البرازيلية أمرا طبيعيا
إذ إن تقريرا صادرا عن مرصد كرة القدم الدولي يكشف أن لاعبي كرة القدم البرازيليين هم أكثر الجنسيات في العالم انتقالا للعب بأوروبا.
وفي الأول من مايو/أيار 2021، كان 1287 لاعبا برازيليا يلعبون في الدوريات الأوروبية الـ 145 التي شملها التقرير
وهو رقم يعكس الدور الكبير الذي تلعبه البرازيل في إمداد كرة القدم حول العالم بلاعبيها.
وتبدو الأمثلة كثيرة للاعبين البرازيليين الكبار الذين احترفوا بأوروبا ووجدوا أوج عطائهم الكروي في ملاعبها
أمثال الظاهرة رونالدو وروماريو ورونالدينيو وكاكا ونيمار وروبرتو كارلوس وريفالدو وكافو وغيرهم
الكثير ممن غادروا بلدهم الأصلي بحثا عن المجد والاحتراف على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي.
لكن أفضل لاعب في تاريخ الساحرة المستديرة لم يلعب ولو موسما واحدا في أي دوري أوروبي، لأسباب عدة كشفها تقرير “تي إف1”.
وتذكر “تي إف 1” أنه قبل موسم 1996-1997، كان لدى الأندية الأوروبية حصة محدودة من الأجانب لا يمكن تجاوزها
وكانت عادة لا تزيد على 3 لاعبين
بيليه البرازيلي يضحي من أجل البرازيل
وقبل ثورة منتصف التسعينيات (قانون بوسمان)، ترك عدد قليل جدا من لاعبي أميركا الجنوبية دورياتهم
للهجرة نحو القارة العجوز، وقد يكون ذلك أحد الأسباب التي تفسر عدم لعب بيليه في أوروبا.
لكن هذا ليس السبب الوحيد، فـ “أفضل لاعب كرة قدم في كل العصور”
ورياضي القرن الـ20 حسب اللجنة الأولمبية الدولية، والوحيد الذي فاز بـ3 بطولات لكأس العالم
في 1958 و1962 و1970 من النجوم القلائل الذين رفضوا اللعب في أوروبا.
Many GREAT footballers demonstrating why Pele is the original and only THE GREATEST! pic.twitter.com/vUW7fxnm5q
— Michael Johnson (@MJGold) December 30, 2022
رئيس جمهورية البرازيل :بيليه ثروة يجب الاحتفاظ بها
وتعرض بيليه في كثير من الأحيان لانتقادات لاذعة كونه لم يلعب في المستوى الأفضل على الأراضي الأوروبية
ولم يختبر موهبته الكروية في القارة العجوز، فبين أول ظهور له في سانتوس عام 1956 ونهاية مسيرته في 1977
لم يترك بلاده إلا لأسباب مالية عام 1975 عندما تعاقد مع نيويورك كوسموس الأميركي
حيث كان في انتظاره عقدا بقيمة مليون دولار سنويا.
وفي حين تلقى بيليه عدة عروض من أندية أوروبية، بذل ناديه سانتوس قصارى جهده لصد تقدمها بهدف خطفه
مثل نادي باريس سان جيرمان في عام 1971، لكنه وجد نفسه أخيرا أمام حتمية توفير موارد مادية جديدة
وكان عرض نادي كوسموس هو الحل لأنه كان عقدا مربحا للغاية.
ويضيف تقرير “تي إف 1” أن الاحتفاظ ببيليه ومعارضة خروجه من البرازيل نحو أوروبا
لم يكن قرارا رياضيا فحسب صادرا عن نادي سانتوس، ولكن هناك ضغوط سياسية مارسها أعلى هرم السلطة.
ففي عام 1961، وخوفًا من مغادرته، كان الرئيس البرازيلي آنذاك جانيو كوادروس يريد سن قانون يجعل بيليه “ثروة وطنية” لا يمكن “تصديرها”.
بيليه البرازيلي بقي في البرازيل من أجل امه وبعض الفاصولياء
وفي كتاب “بيليه.. حياتي كلاعب كرة قدم” وهو من تأليف بريان وينتر (2014)
قدم الأسطورة بعض تفاصيل عن الأسباب التي دفعته إلى عدم مغادرة بلاده أبدا.
وقال إن “عدة فرق كبرى في أوروبا -بما في ذلك ميلان وريال مدريد- قدمت عروضا لي على مر السنين
لكن لم أفكر أبدا في اللعب بجدية خارج البرازيل، أفضل راحتي قبل كل شيء، كانت لدي أسبابي
أحببت الأرز بالفاصوليا الذي كانت تصنعه والدتي وشعرت بالراحة والسعادة في بلدي
كانت والدتي وأبي يعيشان على بعد أمتار قليلة مني، وكانت درجة الحرارة لا تزال 25 مئوية والشاطئ رائعا”.
وفي 2015 وخلال مقابلة مع صحيفة “ديلي ميرور” البريطانية، برر بيليه اختياره البقاء في سانتوس
بأنه كان دوما يدعو إلى القيم التي اعتبرها مفقودة، وقال “في الماضي، كانت كرة القدم مليئة بالحب
والآن هي مجرد وظيفة، لا يوجد هذا الحب للعب لناد أو لبلد، بالطبع يجب أن يكسب لاعب كرة القدم لقمة العيش
تلقيت الكثير من العروض للعب لميلان أو ريال مدريد أو مانشستر يونايتد، لكن سانتوس كان يلعب بشكل جيد، لم أكن أرغب في الرحيل”.
لذلك،فإن الأسباب التي ساهمت في بقاء بيليه في البرازيل هي الاعتقاد بأن
“الزهرة لا يمكن أن تكبر إلا في مكان تجد فيه من يرعاها”، فبين عامي 1959 و1963
بيليه يرفض العروض الأوروبية من أجل البرازيل
رفض بيليه 3 عروض مغرية من ريال مدريد الذي كان يضم نجوما كبارا -وقتها-
أمثال سانتياغو برنابيو وألفريدو دي ستيفانو وفيرينك بوشكاش.
وفي الفيديو التالي رسمت عشرات من الطائرات المسيرة صورة بيليه في سماء رييدوجانيرو تحية للراحل الباقي في أذهان البرازيليين للأبد:
Homenagem feita para Pelé antes da queima de fogos para o Ano Novo na cidade de Santos.
REI! 👑❤️pic.twitter.com/7av14YV63W
— FutebolNews (@realfutebolnews) January 1, 2023
من جهتها كتبت The sun في تقرير لها قبل يومين
كيف حاول مانشستر يونايتد ضم الجوهرة السوداء لصفوفه لكن حب بيليه لناديه سانتوس منعه من ذلك :
قالت الصحيفة إن المهاجم الاسطوري ، الذي توفي يوم الخميس عن 82 عامًا
قد أمضى كل مسيرته تقريبًا مع العمالقة البرازيليين.
لكن أدائه المذهل في وطنه أيضًا ، كما هو الحال في كأس العالم مع البرازيل
شهد محاولة أمثال ريال مدريد وميلان للتعاقد معه.
حاول يونايتد أيضًا إقناع الرجل الذي أطلق عليه لقب أعظم لاعب كرة قدم في كل العصور في عام 1968.
أراد الشياطين الحمر أن ينضم الفائز بكأس العالم ثلاث مرات إلى فريق السير مات بوسبي
وتشكيل خط أمامي مذهل مع السير بوبي تشارلتون ودينيس لو وجورج بيست.
ومع ذلك ، قرر البطل البرازيلي في النهاية البقاء في نادي طفولته سانتوس حيث أمضى 18 عامًا.
وفي كتاب “بيليه.. حياتي كلاعب كرة قدم” وهو من تأليف بريان وينتر (2014)، قدم الأسطورة بعض تفاصيل عن الأسباب التي دفعته إلى عدم مغادرة بلاده أبدا.