توني كروس يختتم مسيرته في نهائي دوري أبطال أوروبا

ديلي سبورت عربي – وكالات
يستعد النجم الألماني توني كروس، أحد أبرز لاعبي خط الوسط في جيله، لختام مسيرته الكروية مع الأندية في مباراة نهائي دوري أبطال أوروبا هذا الأسبوع.
سيواجه ريال مدريد بوروسيا دورتموند في ويمبلي، وهي المباراة التي ستشكل الفصل الأخير في مسيرة استثنائية امتدت لنحو 17 عامًا، شهدت تحقيق العديد من الإنجازات على المستويين المحلي والدولي.
بداية توني كروس المبهرة مع بايرن ميونيخ
بدأ كروس مسيرته الاحترافية في سن مبكرة مع بايرن ميونيخ. في أكتوبر 2007، دخل الشاب البالغ من العمر 17 عامًا كبديل في مباراة كأس الاتحاد الأوروبي ضد ريد ستار بلغراد، وساهم في فوز الفريق 3-2. أشاد مدربه آنذاك، أوتمار هيتسفيلد، بقدراته قائلاً: “إنه دائمًا يتخذ القرار الصحيح على الملعب”. كانت هذه الإشادة بمثابة نبوءة لمسيرة كروس اللاحقة، حيث أصبح لاعبًا يعتمد عليه في كل فريق لعب له.

دور بيب جوارديولا في تطور كروس
كانت فترة توني كروس تحت قيادة بيب جوارديولا في بايرن ميونيخ عاملاً حاسمًا في تطوره كلاعب. عندما وصل جوارديولا إلى بايرن في عام 2013، قرر نقل كروس من مركز لاعب الوسط الهجومي (رقم 10) إلى مركز أعمق في خط الوسط. هذه الخطوة أتاحت لكروس المزيد من الوقت والفرص للسيطرة على اللعب وتوزيع التمريرات بدقة.

أبرز مباريات كروس في تلك الفترة كانت في دوري أبطال أوروبا، حيث قاد فريقه لتحقيق الفوز 2-0 على أرسنال في دور الـ16. في تلك المباراة، قدم كروس أداءً مذهلاً حيث مرر 152 تمريرة، بما في ذلك تمريرات حاسمة مثل التمريرة التي ساعدت فينيسيوس جونيور على تسجيل هدف رائع.
الانتقال إلى ريال مدريد والتحول الكبير
في عام 2014، انتقل كروس إلى ريال مدريد مقابل 25 مليون يورو، في صفقة اعتبرت مفاجئة بالنظر إلى قدراته وإمكاناته. ومع ذلك، أثبت كروس بسرعة قيمته في الفريق الإسباني. تحت قيادة المدرب كارلو أنشيلوتي، وجد كروس نفسه يلعب في مركز أعمق في خط الوسط، مما أتاح له الفرصة لتطوير مهاراته في التحكم بإيقاع اللعب وتوزيع التمريرات.

مع مرور الوقت، شكل كروس ثلاثيًا مذهلاً في خط الوسط مع لوكا مودريتش وكاسيميرو. هذا الثلاثي ساهم بشكل كبير في هيمنة ريال مدريد على دوري أبطال أوروبا، حيث فاز الفريق باللقب ثلاث مرات متتالية بين عامي 2016 و2018، ثم أضاف لقبًا آخر في عام 2022. إذا تمكن كروس من الفوز باللقب هذا العام، فسيعادل الرقم القياسي لعدد مرات الفوز بدوري أبطال أوروبا والمقدر بست مرات، وهو إنجاز لم يحققه أي لاعب آخر في التاريخ.
تأثيره المستمر في ريال مدريد
عند انتقاله إلى ريال مدريد، واجه كروس تحديًا جديدًا حيث طلب منه المدرب كارلو أنشيلوتي اللعب في مركز أعمق في خط الوسط. قبل كروس هذا التحدي بترحاب، وأثبت نفسه كلاعب محوري في خطط الفريق. قال كروس في مقابلة مع UEFA: “كان أنشيلوتي أحد الأسباب التي دفعتني للانضمام إلى ريال مدريد. لقد أعطاني الثقة من البداية في مركز لم ألعب فيه كثيرًا.”
تحت قيادة زين الدين زيدان، استقر كروس في مركزه الجديد وبدأ يشكل مع مودريتش وكاسيميرو خط وسط قوي ومتكامل. هذا الثلاثي كان بمثابة العمود الفقري لريال مدريد خلال فترة هيمنتهم على دوري الأبطال، حيث قدموا أداءً استثنائيًا على مدار سنوات عديدة.
إحصائيات مذهلة في الموسم الأخير
هذا الموسم، قدم كروس أرقامًا مذهلة على الرغم من تقدمه في العمر. بلغ متوسط تمريراته 100 تمريرة في كل 90 دقيقة، وهو أعلى معدل في مسيرته. كما سجل متوسط 115.6 لمسة لكل مباراة، مما يعكس تأثيره الكبير في مجريات اللعب. بالإضافة إلى ذلك، قدم كروس 1.5 فرصة مفتوحة لكل 90 دقيقة في الدوري الإسباني، وهو أعلى معدل له في موسم كامل في إسبانيا.
تجاوزت تأثيرات كروس الأرقام، حيث ساهم بأداء متميز في المباريات الحاسمة. في مباراة نصف نهائي دوري الأبطال ضد بايرن ميونيخ، قاد كروس فريقه بتقديم تمريرات حاسمة وتحكم كامل في وسط الملعب، مما ساهم في تحقيق ريال مدريد للتعادل 2-2 في ميونيخ والفوز في مدريد.
عناوين أخرى تهمك
- دوري أبطال أوروبا بالأرقام | ريال مدريد ضد بوروسيا دورتموند
- التاريخ يقف بجانب ريال مدريد عندما يواجه بوروسيا دورتموند
خاتمة مشرفة لمسيرة رائعة.. الاعتزال في القمة
أعلن كروس اعتزاله الوشيك في وقت سابق من هذا الشهر، مؤكدًا رغبته في إنهاء مسيرته وهو في ذروة مستواه. قال كروس: “كان طموحي دائمًا أن أنهي مسيرتي في قمة مستواي. أنا سعيد وفخور بأنني استطعت اتخاذ القرار بنفسي وفي الوقت المناسب.

سيكون نهائي دوري أبطال أوروبا فرصة لكروس لإنهاء مسيرته مع الأندية بأفضل طريقة ممكنة. الفوز في ويمبلي سيعني معادلة الرقم القياسي لعدد مرات الفوز بدوري الأبطال، وهو إنجاز يليق بمكانة لاعب عظيم مثل كروس. في نهاية المطاف، سيظل كروس دائمًا لاعبًا مميزًا بقدرته على اتخاذ القرارات الصحيحة، سواء داخل الملعب أو خارجه، مما يضمن له مكانة خاصة في تاريخ كرة القدم.