ديلي سبورت عربي – هيئة التحرير
إنها بلدة ساحلية فقيرة، كان فيها شعور حزين، برايتون وعلى الرغم من الهواء الرطب المالح الذذي سبب الصدأ لواجهات المحال التجارية،
أو الطحالب الخضراء المريضة التي تصطدم بالشريط الساحلي للبلدة حيث يعطي هذا المزيج لوناً جميلاً لكنه مريض،
هي حالة من الركود لكن سكان البلدة وفي هذا العام الاستثنائي يستعدون لكسر الجمود والتفاؤل بالقادم بعد تأهل فريقهم المحبب الى الدوري الأوروبي في مشاركته الأولى في تاريخه على سبيل البطولات الأوروبية.
برايتون، من الأرض نحو القمة
تاريخ النادي الأزرق والأبيض يمتد على نحو 122 عام، لكن وبعد فترات الصعود والهبوط أنصفت الساحرة المستديرة أبناء الجنوب بالمشاركة في الاستحقاقات الأوروبية (الدوري الأوروبي) لأول مرة في تاريخه.
أداء الفريق منذ إنشائه كان متذبذباً حيث كان يصعد ويهبط من الدرجة الأولى الى الثانية ثم يعود.
عام 1983 هبط نادي النوارس الى الدرجة الأولى، ولم يكتفي الفريق بهذا النحس فقط بل في هذا العام خسر أيضاً نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي أمام مانشستر يونايتد.
كانت ضربتهم الأساسية في الصعود الى الدوري الإنجليزي الممتاز في موسم 2016 / 2017 ومنذ ذلك الحين بقي بين الكبار.
اقرأ أيضاً: الدوري السعودي.. قمة منتظرة بين النصر والأهلي
برايتون عام 1997، ما بين الإفلاس والنهضة القوية
اقترب نادي النوارس في عام 1997 بمرحلة من سوء النتائج ثم الهبوط الى دوري الدرجة الأولى الإنجليزي،
هذا الهبوط سبب موجة كبيرة من المشاكل الاقتصادية أبرزت الكثير من الديون التي عصفت بالنوارس وجعلتهم غير قادرين على التوازن أثناء الطيران.
مباراة فاصلة مع نادي هيرفورد يونايتد وضعت برايتون في بر الأمان عندما كان بحاجة الى التعادل فقط للعودة الى الدوري الممتاز
وفعلا تحقق التعادل مع هدف روبي رينليت في الدقيقة 69 من المباراة
وبشهادة أحد مشجعي برايتون في ذلك الزمن قال: “كنت تعتقد أن برايتون يمكن أن يختفي من الوجود.
كان من الممكن أن يكون الأمر بهذه الطريقة. خاصة إذا هبطنا من دوري كرة القدم. كنا قريبين جدًا من أن نصبح ناديًا شبه محترف.
بعد فترة وجيزة من العام 1997 استلم رجل الأعمال ديك نايت زمام المبادرة في برايتون، وهو ما حول الفريق تدريجياً من فريق مهدد بالإفلاس الى الانتقال من دور أفضل الى دور أفضل منه.
كان النادي ما يزال دون مقر في تلك الفترة، الأرض الافتراضبة كانت ملعب نادي جيلينجهام بريتسفيلد،
ثم تم نقله الى ملعب منطقة ويثدين وهو ملعب لألعاب القوى كان في السابق حديقة حيوانات.
عام 2009 توني بلوم استحوذ على النادي وقام بالكثير من الاستثمارات الكبيرة وكان منها خطة لبناء ملعب في منطقة فالمر
وضع بلوم أكثر من 400 مليون جنيه استرليني حينها من ماله الخاص من أجل استثمارات الفريق، وتم أخيراً في هذا العام بناء أول ملعب خاص بنادي برايتون تحت مسمى ” أمريكان اكسبرس كوميونيتي”.
ستيفن ميتشين أحد مشجعي برايتون الأصلاء يقول عن توني بلوم: إنه مجرد بطل، إنه الرجل”.
“أود أن أقول إن ديك نايت هو أهم شخص في تاريخ برايتون، أو على الأقل في الخمسين عامًا الماضية أو نحو ذلك.
إذا لم يكن لدينا توني بلوم، فلن نذهب إلى مرسيليا الشهر المقبل، هذا أمر مؤكد
الصعود نحو القمة، برايتون في الدوري الإنجليزي الممتاز منذ 34 عاماً
بدأ برايتون بحصد الانتصارات منذ تولي أسطورة الأوروغواي جوس بوييت وبعد العديد من المواسم وتحديداً في عام 2016 وصل برايتون الى الدوري الممتاز بعد غياب دام 34 عاماً.
ومنذ ذلك الحين أصبح برايتون مصنعاً للمواهب الجوهرية أمثال إيف بيسوما الذي انتقل الى توتنهام مقابل 30 مليون جنيه استرليني،
أليكسيس ماك أليستر الذي انتدبه ليفربول مقابل 35 مليون جنيه استرليني
والإكوادوري مويسيس كايسيدو الذي يعتبر الانتقال البريطاني الأغلى بقيمة 100 مليون جنيه استرليني الى تشيلسي.
ومؤخراً برز مهاجم منتخب إيرلندا صاحب ال18 عاماً إيفان فيرغسون كأحدث اللاعبين الخارجين من أكاديمية برايتون الكروية.
واليوم برايتون يقوم بحملته الأوروبية الأولى من نوعها في تاريخه في مسابقة أوروبية “الدوري الأوروبي”
والآمال معلقة على المدرب الإيطالي المخضرم دي زيربي الذي وصل بالفريق الى هذا الحد.