ألمانياالرئيسيةكرة قدم عربية

بايرن ميونيخ الألماني في حضرة التاريخ .. هل كان نازيًا أم يهودياً؟

ديلي سبورت عربي _ أنيس.ف.مهنا 
بعد أن أكد النادي الألماني بايرن ميونيخ أنه “يقف إلى جانب المجتمع اليهودي في ألمانيا وفي صف إسرائيل قائلاً “لا شيء يُبرر قتل الأطفال والعائلات”، حسب مزاعم نشرها في بيان الجمعة أنه أجرى محادثة “توضيحية ومفصلة” مع لاعبه المغربي، نصير مزراوي، بعد منشور للأخير أعرب فيه عن تضامنه مع الفلسطينيين في ظل الحرب بين إسرائيل وحماس.
في العام 2016 نشرت مجلة دير شبيغل الألمانية المعروفة عن أن النادي البافاري استطاع التكيف مع النازية واستعادة اعضاؤه اليهود .هل كان البايرن ناديًا نازيًا أم أن النادي كان يعتبر هو النادي “اليهودي” في البوندزليغ؟

بايرن ميونيخ يحاول إخفاء علاقته بالنازية

وختم البايرن في بيانه بالقول: “يعتقد نادي بايرن أن كرة القدم يجب أن تطلق قوة المصالحة بين الثقافات المختلفة، وخاصة في أشد اللحظات صعوبة”.ليطارد بايرن ميونخ، لكنه تحوّل من ضحية للنازية حسب سرديته عن تلك الحقبة التاريخية، إلى منفّذ سياساتها الإقصائية وفق تقرير لمجلة “در شبيغل” الألمانية يقول إن النادي البافاري “كيّف” نفسه مع النازية، معتبرة أنه “لم يكن لا أفضل ولا أسوأ” من نوادٍ أخرى أثناء الحكم النازي (1933-1945). ما دفع النادي الألماني إلى إعلان عزمه على تكليف “مؤسسة مستقلة أو محققين مستقلين” إجراء تحقيق تاريخي يوضح دوره خلال تلك الحقبة.
كان بايرن ميونخ يُعتبر سابقًا ناديًا بقي على مسافة من النازيين خلال الحقبة النازية. يقوم الباحثون الآن بتصحيح دور سكان
مشروع بحثي جديد يصحح دور بايرن ميونيخ خلال الحقبة النازية. قام المؤرخ ماركفارت هرتسوغ من أكاديمية Swabian للبحث والتعليم بتقييم محاضر اجتماعات النادي والقوانين الأصلية من عام 1933 إلى عام 1945.

في عام 1935 لم تطلب اي سلطة من أندية كرة القدم استبعاد اليهود عن طريق تعديل القوانين.و في عام 1938 اختفت ماسميت بالفقرة الآرية من قانون بايرن . بناء على طلب السلطات ، كتب النادي مرة أخرى “فقرة آرية” في النظام الأساسي في ربيع 1940. في العام الذي استولى فيه النازيون على السلطة في عام 1933 ، كان لدى فريق بايرن ميونخ حوالي ألف عضو ، بما في ذلك حوالي خمسين يهوديًا.

المؤرخ ماركفارت هرتسوغ: “تاريخ بايرن ميونيخ لم يكن بطولياً”

حتى هذا التاريخ ، اعتبر بايرن ميونخ ناديًا بقي على مسافة واحدة من النازيين خلال الحقبة النازية. وفقا للمؤرخ هرتسوغ ، كان لا بد من تصحيح هذه الصورة بناء على النتائج الجديدة..

وذكر تقرير دير شبيغل أن النوادي التي فعلت ذلك، مثل بايرن أو نورمبرغ في العام 1933، أرادت بشكل طوعي “تكييف نفسها مع النظام السياسي للحزب النازي”، عكس نواد أخرى، مثل ناديي أينتراخت فرانكفورت أو كارلسروه، لم تفعل ذلك سوى في العام 1940، حين بات إلزامياً. ورأى المؤرخ هرتسوغ أن “زعم بايرن أنه نأى بنفسه عن النازيين لا يمكن الدفاع عنه”، رافضاً “السردية التي يطرحها في متحفه” في هذا الخصوص. وشدّد على أن النادي تصرّف مثل أكثر النوادي الألمانية في تلك الحقبة، لافتاً إلى أن “تاريخ بايرن ليس بطولياً كما يُحكى”.
بالمقابل فإن المؤرخ الكروي الألماني ديتريش شولتزي– مارملينغ، مؤلف كتاب “بايرن ويهوده: صعود ثقافة كروية ليبرالية ودمارها”، اتهم هرتسوغ و”دير شبيغل” بـ”نشر مزيج من وقائع معروفة منذ فترة طويلة، وجرعة جيدة من الخداع”. ولفت إلى أن بايرن بقي بالنسبة إلى النازيين “نادياً يهودياً”، حتى بعد رحيل رئيسه اليهودي كورت لانداور في العام 1933. واستدرك أن “كل ما حدث أثناء تلك الحقبة بات في غياهب النسيان بعد الحرب”، مشيراً إلى “تجنّب” النادي استخدام “كلمة يهودي”. ورأى أن “نجاح بايرن ميونيخ في ستينات وسبعينات القرن العشرين غمر الماضي، في حين أن مجتمع ألمانيا الغربية عموماً لم يبدأ مراجعة الهولوكوست جدياً سوى في العام 1979”.
رئيس نادي بايرن ميونخ وزوجته ماريا ..الصورتان معروضتان في متحف النادي
رئيس نادي بايرن ميونخ كورت لاندوار وزوجته ماريا ..الصورتان معروضتان في متحف النادي
وكان بايرن يكتفي في منشوراته، خلال سنوات طويلة ، بالاشارة إلى  إن لانداور غادر ألمانيا “على أسس سياسية– عرقية”. وأقرّ فريتز شيرير، الرئيس السابق للنادي، أن بايرن تجنّب الحديث عن جذوره اليهودية، خشية “ردود فعل سلبية”. لكن كتاب شولتزي– مارملينغ أحيا اهتمام بايرن بتلك الحقبة، خصوصاً رئيسه التنفيذي كارل هاينز رومنيغه الذي اعتبر أن لانداور هو واحد من أفضل رؤساء النادي، و”أب بايرن الحديث”.

أدولف هتلر كان يكره بايرن لأنه كان يهودياً

ويروي النادي البافاري على موقعه الإلكتروني “معاناته” خلال الحكم النازي، “بسبب جذوره اليهودية”. ويشير إلى أنه “خسر ريادته الكرة الألمانية أثناء 12 سنة من الديكتاتورية الفاشية”. وكان بايرن قوة دافعة وراء تطوير الكرة الألمانية واحتراف اللاعبين، لكنه تلقّى ضربة قوية، بسبب انتهاج النازيين سياسة تستعيد مرحلة الهواية في اللعبة، إذ رأت في كرة القدم الاحترافية “مؤامرة يهودية”.
وعندما وصل أدولف هتلر  إلى السلطة في العام 1933، كان بايرن بطلاً للدوري للمرة الأولى آنذاك، ويدرّبه اليهودي النمساوي ريتشارد دومبي، كذلك فقد كان اثنين من المؤسّسين الـ17 للنادي، في العام 1900، كانا يهوديَّين أيضاً، هما جوزف بولاك وبينّو إلكان. كل ذلك سبب كرهًا شديداً للنادي من قبل الفوهرر الألماني ، والذي كان يشجع نادي شيلكه. رغم ان الزعيم الألماني لم يكن شغوفًا بكرة القدم .
أرغمت السلطات آنذاك لانداور على الاستقالة من منصبه في العام 1933، واعتقل في معسكر “داشاو” في العام 1938، بعد يوم على حملة ماسمي “ليلة الكريستال” التي استهدفت اليهود في ألمانيا. و أُطلِق سراحه بعد 33 يوماً، بسبب مشاركته في الحرب العالمية الأولى، وقد نجح في الفرار إلى سويسرا في العام 1939. وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية، عاد إلى ميونخ وترأس النادي مرة أخرى بين عامَي 1947 و1951، ورحل في العام 1961.
لانداور الذي انضمّ إلى نادي بايرن للناشئين في العام 1901، رأس النادي 4 مرات، أوّلها في العام 1913. بايرن وقف في وجه النازيين من أجله، وخاصة في زيوريخ في العام 1943، حين حيّا لاعبوه رئيسهم السابق، بعد مباراة ودية ضد المنتخب السويسري، متجاهلين تحذير الغيستابو وهم أفراد الشرطة السرية الألمانية ..

عناوين أخرى تهمك:

لاعب بايرن ميونيخ (يمين)، وأنور الغازي لاعب ماينز كانا ضحية عنصرية نادييهما الألمانيين.
لاعب بايرن ميونيخ نصير مزراوي (يمين)، وأنور الغازي لاعب ماينز كانا ضحية عنصرية نادييهما الألمانيين.
من الجدير ذكره أن نادي ماينز الألماني أوقف أيضًا لاعبه ذو الأصول المغربية أنور الغازي بسبب منشور على وسائل التواصل الاجتماعي يدعم فيه الفلسطينيين المحاصرين في غزة التي تتعرض منذ أكثر من أسبوع لقصف بربري من الجيش الإسرائيلي، ذهب ضحيته الآلاف من الجرحى والشهداء .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى