الموقف القانوني لـ كيليان مبابي..الغرف العلوية وقانون التحرش الأخلاقي ،ماذا يأتي بعد ذلك؟

ديلي سبورت عربي _ أنيس.ف.مهنا

 كيليان مبابي خارج قائمة المسافرين إلى اليابان كعرض للقوة من قبل ناديه ، باريس سان جيرمان ، أفضل لاعب في العالم يعمل الآن بشكل منفصل عن زملائه في الفريق ، الذين يقومون بجولات في اليابان وكوريا الجنوبية. إلى جانب جوليان دراكسلر وجورجينيو فينالدوم ولياندرو باريديس ، من بين آخرين ، يتدرب قائد منتخب فرنسا مع مجموعة من اللاعبين الذين يبدو أنهم متجهون إلى باب الخروج وليسوا ، على ما يبدو ، في خطط لويس إنريكي. في فرنسا ، تُعرف هذه المجموعة باسم “دور علوي”.

كيليان مبابي ..الموقف القانوني مع باريس سان جيرمان

كان هذا تصعيدًا كبيرًا في المواجهة التعاقدية بين مبابي وناديه.   وقع مبابي عقدًا جديدًا لمدة عامين في الصيف الماضي ، تضمن بندًا للتمديد لمدة 12 شهرًا لموسم 2024-25. ومع ذلك ، يمكن لمبابي فقط تفعيل هذا التمديد ، وليس باريس سان جيرمان ، والموعد النهائي للقيام بذلك هو 31 يوليو – أي الاثنين المقبل.

يُنظر إلى قرار وضع مبابي في “دور علوي”  من الفريق الرئيسي على أنه محاولة لزيادة الضغط على اللاعب البالغ من العمر 24 عامًا إما للمغادرة مقابل رسوم الآن أو من المحتمل تجديد صفقته والمغادرة مقابل رسوم الصيف المقبل. 

لكن هل يحق للنادي قانونيًا القيام بذلك؟

من جانبه أصدر اتحاد لاعبي كرة القدم الفرنسيين ، يوم السبت ، بيانًا يحذّر فيه باريس سان جيرمان من المزالق القانونية المحتملة ، بما في ذلك بموجب قوانين العمل الفرنسية. وحذروا من أنهم سيراقبون القضية عن كثب وسيتخذون إجراءً إذا وقع النادي في خطأ متوقع.

باريس سان جيرمان ، من جانبهم ، واثقون تمامًا من موقفهم القانوني وهم ضمن حقوقهم في “دور علوي” للاعب خلال فترة الانتقالات الصيفية.

ولكن إذا استمر الوضع ولم تتغير الظروف ، فإن الوضع القانوني  من المؤكد أنه سيتغير.

الهلال السعودي يقدم عرضًا خرافيًا ل كيليان مبابي..هل هي مجرد ثرثرة ؟

 كيليان مبابي اليوم هو موضوع عرض قياسي عالمي بقيمة 300 مليون يورو (257 مليون جنيه إسترليني ؛ 331 مليون دولار) وعرض راتب يبلغ 700 مليون يورو لموسم واحد فقط من المملكة العربية السعودية ، على الرغم من أن نيته في الآونة الأخيرة كانت قضاء عامه الأخير في باريس. يمكن أن يتغير الكثير في أي لحظة في هذه الملحمة ، لكن من الجدير بالذكر أيضًا أن مبابي يستحق مكافأة قدرها 60 مليون يورو( مكافأة الولاء) إذا بقي في النادي بعد 31 يوليو. لا يزال باريس سان جيرمان مقتنعًا بأن مبابي وافق على الانضمام إلى ريال مدريد في نقل مجاني في الصيف المقبل.

 

يبدو أن الحل الوشيك غير محتمل وكلما طال أمده ، ظهرت اعتبارات قانونية أكثر.

لتقييم الوضع ، استشارت the athletic محامي التوظيف في فرنسا لإرشادها بشأن حقوق مبابي والمخاطر التي يتعرض لها باريس سان جيرمان ، وكذلك كيف يمكن للقضايا القانونية أن تشكل مستقبل أحد أكبر نجوم كرة القدم؟

 لنبدأ أولاً بما يسمى الاتفاق الجماعي لكرة القدم الفرنسية: “ميثاق كرة القدم الفرنسي”.

تمت الإشارة إلى هذا من قبل الاتحاد الوطني للاعبي كرة القدم المحترفين ‏ UNFP في بيانهم وتم تقديمه لأول مرة في عام 1973 بعد إضراب لاعبي كرة القدم. 

الميثاق هو اتفاق جماعي يهدف إلى تنظيم العلاقات بين أصحاب المصلحة في كرة القدم ، بما في ذلك الاتحاد الفرنسي لكرة القدم (FFF) ودوري كرة القدم للمحترفين (LFP) والأندية والمدربين واللاعبين. 

أشار UNFP على وجه التحديد إلى جانب واحد: المادة 507. هذا مهم ويتعلق مباشرة بـ “الغرف العلوية” ، أو ما يطلق عليه فرق المتفجرات.

يوضح المحامي الرياضي الخبير لوران فيلوس: “وفقًا للمادة 507 ، يمكن للنادي تنظيم فريق بالطريقة التي يريدها خلال فترة الانتقالات ، من 1 يوليو إلى 1 سبتمبر”. “إذا أرادوا ، يمكنهم وضع بعض اللاعبين في” دور علوي “.

“بمجرد دخولنا إلى 2 سبتمبر ، لم يعد هذا هو الحال”. 

“فرق القنابل” بخير خلال فترة الانتقالات الصيفية. طالما أن هؤلاء اللاعبين “المرتفعين” يتم تزويدهم بمستوى معادل من المعدات ومنشآت التدريب والرعاية الطبية والتدريب ، فلا توجد مشاكل بموجب الميثاق. ولكن من 2 سبتمبر إلى 30 يونيو من العام التالي ، تغير الوضع. بموجب 2.2 من المادة 507 ، تنص على ضرورة وجود مبرر.

يتابع فيلوس: “الأول هو أنه إذا وضعتهم مع دكة البدلاء ، يجب أن يكون هذا الواقع مؤقتًا فقط”. “ثانيًا ، هذه المجموعة من اللاعبين المهمشين يجب أن تضم 10 لاعبين على الأقل. ثالثًا ، والأهم من ذلك ، أن الأمر يحتاج إلى تفسير حصري لأسباب رياضية. من وجهة نظري ، من الصعب تبرير عدم (تضمين) أفضل لاعب في العالم.

إذا استمر من 2 سبتمبر ، فسيكون الأمر صعبًا “.

في هذا السيناريو ، يتم تشكيل لجنة قانونية خاصة من قبل الدوري لإيجاد حل بين النادي واللاعب. كانت هناك أمثلة سابقة على ذلك. تم طرد أدريان رابيو من باريس سان جيرمان للتدريب مع الاحتياط في يناير 2019 بعد أن أصبح واضحًا أنه لن يجدد عقده ، الذي كان من المقرر أن ينتهي في الصيف. 

لم يتدرب احتياطي الفريق الباريس بنفس التسهيلات مثل مجموعة الفريق الأول وتمت إحالة القضية إلى اللجنة القانونية بعد انتقادات من قبل UNFP. ثم عاد رابيو إلى تدريب الفريق الأول لكنه لم يلعب مع باريس سان جيرمان مرة أخرى . 

في حالة كيليان مبابي ، لن يكون بإمكان باريس سان جيرمان إبقائه في الظروف الحالية بعد 1 سبتمبر دون المخاطرة بانتهاك ميثاق كرة القدم وربما أكثر من ذلك.

في بيانهم ، أشار UNFP إلى مصطلح قانوني آخر: المضايقة الأخلاقية.

“ومع ذلك ، يبدو من المفيد لـ UNFP تذكير المديرين بأن ممارسة الضغط على الموظف – من خلال تدهور ظروف عمله ، على سبيل المثال – لإجباره على المغادرة أو قبول ما يريده صاحب العمل يشكل مضايقة أخلاقية ، وهو ما يدينه القانون الفرنسي بشدة . ويؤكد قرار غرفة استئناف ريمس في كانون الثاني (يناير) 2020 ذلك “.

تشير قضية ريمس المعنية إلى لاعب كرة القدم أناتول نجاموكول. في عام 2018 ، لم يعد مطلوبًا من قبل Stade de Reims وتم وضعه في الدور العلوي. لكن لم يتم إعادة انضمامه إلى الفريق بعد 1 سبتمبر ، وفي وقت لاحق ، أدين المدير العام ماتيو لاكور في المحكمة بناءً على استئناف بالتحرش الأخلاقي بعد الإصرار على قبول نجاموكول الفريق الثاني أو طرده. اضطرت لاكور في النهاية إلى دفع 10000 يورو كتعويض.

إذن ما هو التحرش الأخلاقي..هل ينطبق على كيليان مبابي؟

حان الوقت الآن للجوء إلى قانون العمل الفرنسي.

توضح ديبورا ديفيد ، أخصائية قانون العمل لدى De Gaulle Fleurance ، “مبابي موظف محدد المدة ، وهو نوع محدد جدًا من الموظفين ، لكنه يخضع لقانون العمل الفرنسي”. قانون العمل الفرنسي يعاقب على التحرش الأخلاقي. التعريف القانوني هو أنه لا يجوز أن يتعرض أي موظف لأفعال متكررة من المضايقات الأخلاقية ، والغرض منها أو تأثيرها هو الإضرار بظروف العمل ، والتي من المحتمل أن تنتهك حقوقهم وكرامتهم ، والصحة الجسدية أو العقلية للموظف ، وكذلك مستقبلهم المهني.

“تنحية لاعب من بقية الفريق يمكن اعتباره مضايقة أخلاقية ، أو الضغط على الموظف لحمله على الاستقالة ، على سبيل المثال.”

إذا لم يكن هناك حل عبر ميثاق كرة القدم ، فيمكن للاعب اللجوء إلى المحاكم وتوجيه تهمة التحرش الأخلاقي. التحرش الأخلاقي هو جريمة جنائية ومدنية. يمكن أن تؤدي العقوبة الجنائية إلى غرامة قدرها 30 ألف يورو وسجن لمدة عامين ، في حين يمكن مضاعفة الغرامة بخمسة في حالة نادي كرة القدم. رفع دعوى للحصول على تعويضات يعتمد على الحالة الفردية. إذا ثبت أن المضايقة الأخلاقية ، من الناحية النظرية ، يمكن أن تؤدي إلى الفصل البناء وبالتالي تكون خرقًا للعقد. 

هناك حالة أخيرة من المضايقات الأخلاقية التي يمكن الاعتماد عليها في باريس سان جيرمان ، مع حاتم بن عرفة ، الذي تم إرساله في عام 2017 إلى الاحتياط مرتين بعد 1 سبتمبر. في مارس 2023 ، قضت محكمة الاستئناف في باريس بأن إجراءات باريس سان جيرمان تهدف إلى تشجيع بن عرفة على مغادرة النادي قبل نهاية عقده وقبول العروض الأخرى. كان ذلك بمثابة مضايقة أخلاقية وتم منحه 1 يورو كتعويض.

ومع ذلك ، رفض القضاة مزاعمه الأخرى بأن النادي مضطر للعبه.

يقول ديفيد: “إذا أخذنا قضية بن عرفة ، فقد حددت المحكمة أن تنحية اللاعب المحترف جانبًا لا يعتبر تحرشًا أخلاقيًا”. “لأن حق تقرير ما إذا كان لاعب كرة القدم سيكون جزءًا من الفريق الرئيسي أم لا يقع في سلطة صاحب العمل. باريس سان جيرمان لديه الحق في تقرير ما إذا كان متورطًا أم لا.

“هذا المبدأ له حدود ، طالما أن القرار ليس له غرض مسيء ، غرض ضار ، وليس انتهاكًا للحقوق.

“لا نعرف التفاصيل الكاملة ، لكن بالتأكيد سيتعين على باريس سان جيرمان توضيح سبب قرارهم تنحية مبابي جانبًا. لن يكون من المقبول القول إن ذلك لأنهم يريدون الضغط عليه لمغادرة الفريق “.

كل حالة فردية. لذا فإن تعيين مبابي ، إذا عاد إلى تدريب الفريق بالكامل ، لن يشكل مضايقات أخلاقية في حد ذاته.

يقول Smain Guennad ، المحامي الرياضي في De Gaulle Fleurance: “وضع اللاعب على مقاعد البدلاء ليس حقيقة يمكن اعتبارها مضايقة أخلاقية في حد ذاتها”. “الأمر يتعلق بالكثير من الظروف المختلفة.”

من أجل إثبات التحرش الأخلاقي ، حسب المحامي مراد بطيخ ، يجب استيفاء الشروط التالية: يجب أن يتكرر وليس لمرة واحدة ، أن يكون قد حدث على مدى فترة طويلة من الزمن ، ثم يؤدي إلى آثار شخصية. على الضحية.

عناوين أخرى تهمك:

• ليونيل ميسي يتألق من جديد ويعزز بثنائية فوز إنتر ميامي على أتلاتنا 4-0

• كيليان مبابي يكسر الصمت بشأن عرض الهلال البالغ 259 مليون جنيه إسترليني إلى باريس سان جيرمان

هل ابقاء مبابي في دكة البدلاء..تحرش أخلاقي؟

ويضيف فيلوس: “الفكرة هي ما إذا كان النادي قد تعرض للأذى بسبب سلوكه”. “لذلك ربما يمكنه محاولة إخبار المحكمة أنه سيتضرر من النادي بسبب الموقف لأنه أفضل لاعب في العالم ولا يحظى بالاحترام كما يفترض أن يكون. لكنني لا أرى النقطة لأن الإجراءات أمام المحكمة الفرنسية طويلة جدًا وفترة الانتقالات ليست طويلة “.

في الوقت الحالي ، لا يوجد ملجأ قانوني لمبابي في واقعه الجديد في الدور العلوي. تبدو إمكانية خرق العقد بعيدة ، ليس أقلها النظر في قيمة العقد والمكافآت التي سيتم التنازل عنها. قد يبدو السعي المطول للتحرش الأخلاقي بعيدًا أيضًا. لكن باريس سان جيرمان سيعرف كيف يخطو بحذر. ويضيف غيناد : “تمت معاقبة بن عرفة في مارس ، لذا سيكون باريس سان جيرمان حذراً للغاية بشأن كيفية تعاملهم مع الموقف وسيظل يتذكرونه” .

لكن الحقوق القانونية لمبابي تعني أنه اعتبارًا من الأول من سبتمبر ، لا يمكن أن تستمر المواجهة في شكلها الحالي. لهذا السبب يولي اتحاد اللاعب اهتمامًا وثيقًا.

قال رئيس الاتحاد الوطني لكرة القدم فيليب بيات لـصحيفة L’Equipe “اليوم ، في Ligue 1 و Ligue 2 ، هناك حوالي 180 لاعبًا في مجموعة تدريب ثانية”. هذا مسموح به حتى الأول من سبتمبر ، بشرط أن تكون الظروف جيدة. بعد ذلك ، بالإضافة إلى اللجنة القانونية في الرابطة ، يمكن لجميع اللاعبين رفع قضيتهم إلى المحكمة ، أي المحكمة الصناعية ، لعرقلة حرية العمل.

“ويمكن للمحكمة أن تقرر إنهاء العقد بسبب خطأ صاحب العمل الذي لا يمتثل للنص والذي لا ينفذ قرارات اللجنة القانونية في LFP. يجب أن يكون الجميع على دراية بعواقب عدم الامتثال للوائح. إنه لأمر لا يصدق أن شخصًا مثل مبابي ، الذي يحترم عقده حتى النهاية ، يجب أن يتعرض للسخرية. إنه أمر غير مقبول حتى “.

تشكل نهاية فترة النقل ديناميكية قانونية جديدة ، ولكن بحلول ذلك الوقت ، يجب حل هذه الحالة بطريقة أو بأخرى.

إذا لم يكن الأمر كذلك ، وإذا لم يعد مبابي إلى حظيرة فريق العاصمة ، فقد يتم تشغيل حزمة قانونية جديدة لهذه الملحمة.